11 سبتمبر 2025

تسجيل

نادي خير جليس

26 أغسطس 2014

قياس تطور المجتمعات وتقدمها يكون بقياس ازدهارها الفكري، الذي ينمو بنمو الثقافة وتألقها؛ لذا يرتبط التطور بالثقافة، مما يعني وبكلمات أخرى أنه وأينما وُجدت هذه الأخيرة (والحديث عن الثقافة)، وُجد التطور المُراد، الذي تُخلق معه الإنجازات العظيمة والقادرة على سلب عقول أصحابها، ممن ستلتف أعناقهم وبشكل لا إرادي نحوها؛ لتُمعن النظر بعظيم ما قد كان منها، مما لن يتوقف تألقه أبداً، فهو كل ما يبدأ باجتهاد يرتقي حتى ليصل إلى أعلى درجات العبقرية.حقيقة فإن ما قد تم ذكره سلفاً سيأخذنا إلى ضرورة التأكيد على أهمية إنعاش الحركة الفكرية في أي مجتمع يحتوينا، وذلك كي ننعم بإنجإزات تكللنا من كل جانب، لاشك ستُكسبنا احترام كل من يدرك قيمتها (تلك الإنجازات)، لنحظى بمتابعة جادة لكل جديد يمكن أن يكون منا، فنصبح من بعد ذلك في المقدمة، التي يحلم بها كثير ممن سبق لنا أن تفوقنا عليهم، حين بلغناها (تلك المقدمة) وأقبلنا عليها من قبلهم؛ كي نتولى (مهمة التميز)، التي لا تليق بأي أحد سواه، ممن يبحث عن التميز ويتقدم بعمل يستحق ذلك فعلاً. أيها الأحبة: لقد لعبت الصدفة دوراً عظيماً سمح لي بطرح ما قد تم طرحه في مقالي لهذا اليوم، فالحديث الذي بدأته عن الازدهار الفكري والثقاقة، قد كان بعد أن جمعتني الصدفة (أيضاً) بالفاضلة نور يعقوب مسؤولة العلاقات العامة والتسجيل بـ (نادي خير جليس)، الخاص بالقراءة، والتي لم تبخل علي أبداً بتزويدي بكل الإجابات التي كشفت عن حقيقة هذا النادي، وكل ما يقدمه للمجتمع من خير سيعود بنفعه العظيم، ومردوده الكريم على كل من سيُقبل عليه، خاصة بعد أن اتسعت رقعة أهدافه، التي تمكنت من الحصول على المزيد من الاهتمام، فبعد أن كانت البداية مجرد جلسة جمعت زمرة من سيدات المجتمع، ممن التقين في مكان عام تم الاتفاق عليه؛ لمناقشة كتاب اخترن قراءته، خرجن منه بفائدة عظيمة، جعلتهن يفكرن بتكرار تلك التجربة، ولكن بموعد ثابت من كل شهر، شهد زيادة مُشرّفة أدت إلى تكوين مجموعات أخرى بشرائح مختلفة واهتمامات جديدة، فتحت ـ في المقابل ـ الباب لمجالات أخرى أسهمت من بعد بتطوير نشاط تلك الزمرة، وضم كل إنجازاتها في (نادي خير جليس للقراءة)، الذي صار يحمل رسالة راقية تقوم على: إحياء ثقافة القراءة في قطر، وهي الرسالة التي تُبشرنا بمستقبل زاهر سيكون، متى كانت القراءة الجادة، وهو ما أدركناه وسندركه مع (خير جليس)، الذي تميز خلال فترة وجيزة بقدرته على تزويد كل قارئ يرغب بالانضمام إليه، بفرصة حضور جلسات نقاشية مختلفة حتى وإن كانت عن مجالات جديدة عليه، إلا أنها ما قد تعهدت بتزويده بفرصة قراءة أكثر من كتاب، ومن ثم مناقشة العقول المبدعة والمتفتحة والأكثر وعياً بكل ما يدور بالكتاب المطروح للنقاش، وسط بيئة حميمية يغلب عليها الدفء الفكري والأسري، فأما الأول فهو ما يكون بفضل تقارب الأفكار، وأما الثاني فهو ما يكون بفضل تجمع الأفراد حول هدف القراءة والمناقشة، بشكل مخالف للعادة سيسمح بشق قنوات التواصل وتكوين صداقات جديدة ومثمرة بإذن الله تعالى. إن حبيبتي قطر تشهد أفضل أيام تألقها، وهو ما ندركه من خلال انتعاش مظاهر الرخاء الفكري، والازدهار الثقافي، وهو كل ما يجدر بنا المشاركة به وبكل فخر، خاصة أن التألق مسؤولية جماعية، (نعم) هي تبدأ من الفرد كمسؤولية، ولكنها تحتاج إلى الجماعة، وما بدأ مع (خير جليس) لا يجدر به أن يقف عند ذلك الحد، بل إنه يحتاج إلى دعمنا الذي يبدأ، وكما ذكرت سلفاً من (الفرد) ذاته، مما يعني أن المهمة ستبدأ منك حين تقرر التوجه إلى النادي؛ للتعرف على أهدافه عن قرب، والمشاركة بتفعيل دورك عن طريق القراءة، التي تميز أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فكان أول ما قد نزل على الحبيب المصطفى هي آية: (اقرأ)، التي تنعش القلب والعقل، وتحث الأخير على البحث؛ كي يدرك، ويقتنع من الأول، والسؤال الذي سيطل الآن؛ بحثاً عن إجابة صادقة هو: هل سيبحث عقلك عن (خير جليس) الذي يحمل لك الكثير في جعبته؛ كي يقتنع قلبك؟ لاشك في أن الإجابة هي حقك الذي لن نتصارع معك من أجله، ولكن مما لاشك فيه أننا نريد مصلحتك؛ لذا لن نتردد لحظة بدفعك نحو خوض تجربة عظيمة، تستحق منا هذه التزكية؛ كي تتألق كفرد يعني تألقه تألق مجتمعه الذي يحويه، وعليه فلتذهب دون تردد، وإن أردت معرفة وجهتك فيسرني أن أُجيبك بالتالي: (نادي خير جليس) في الحي الثقافي (كتارا)، حيث العديد من الفعاليات الثقافية الممتدة حتى آخر هذا الشهر الجاري، والتي تشمل: كتاب بكتاب: وهي الفعالية التي تعتمد على خروجك بكتاب تحصل عليه مقابل آخر (لك) تستبدله به، إضافة إلى العديد من الفعاليات التي ستستمتع بها كثيراً، متى سمحت لنفسك بأن تكون هناك؛ لذا وحتى تفعل أتمنى لي، لك وللجميع التوفيق الدائم.