03 نوفمبر 2025
تسجيلالليبيون قادرون على استعادة وحدتهم واستقرار بلاد عمر المختار، فالشعب الذي أنجز ثورة 17 فبراير وأطاح بحكم الاستبداد قادر على تجاوز المرحلة الحساسة، فالعملية الانتقالية الوليدة وبناء دولة المؤسسات عملية ليست سهلة، وتحتاج لتكاتف الجهود. ما تشهده ليبيا من صراع، بين التيارات المختلفة، يمكن احتواؤه بالعقل والحكمة والحوار وليس بلغة الرصاص، ولكن يبدو أن التدخل الخارجي يلقي بظلال كثيفة، ويغزي العنف بما ينذر من مخاوف الانزلاق إلى حرب أهلية، ومن المؤشرات على وجود أياد خفية، الضربات الجوية التي تعرضت لها طرابلس من طائرات مجهولة.حالة الانقسام بين القوى الليبية، سياسية أو عسكرية، ينبغي أن تنتهي، أما محاولة شيطنة الإسلاميين، وجعلهم عدوا، فليس حلا، فكل مكونات الشعب الليبي ينبغي أن تكون جزءا من معادلة الاستقرار وللعبور إلى بر الأمان.صراع القوى واللجوء إلى السلاح، والاستنصار بقوى خارجية، من شأنه أن يشعل الوضع ويضع ليبيا في أتون حرب أهلية، والحكمة تقتضي الحوار والنهوض بالواجب الوطني في حماية وحدة البلاد أرضا وشعبا، فالأطماع لا تزال موجودة، وينبغي حماية الثروات لتسخيرها لصالح الشعب والتنمية والاستقرار.من مطلوبات المرحلة، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لصالح أي طرف من الأطراف مهما كانت الذرائع، ولا ينبغي للأطراف الليبية تبني الدعوة لتدخل خارجي، لأن تداعياته ليست حميدة، والوصاية ليست مطلوبة، وهي دليل عجز في معالجة الأزمة بوسائل سلمية.ينبغي على دول الجوار التعاون ومساعدة الليبيين سياسيا لتجاوز خلافاتهم، من خلال حوار وطني مسؤول يشارك فيه الجميع دون استثناء، واحترام خيارات الشعب الليبي .