11 سبتمبر 2025
تسجيلالقذافي أراد أن ترتبط ليبيا باسمه فثار الليبيون وحرروا أنفسهم ودولتهم ثوار ليبيا حققوا انتصاراً عظيماً للأمة العربية كلها. وأثبتوا لكل الشعوب أن الطاغية مهما تجبر واستكبر لابد أن يسقط، وأن كل شعب حر يثور لابد أن ينتصر، وهذا إنجاز حضاري تاريخي، فكل الشعوب التي ترى الآن سقوط الطواغيت سوف تقهر خوفها وتنتفض وتثور. والأمة العربية تشعر بالفخر بثوار ليبيا الذين صنعوا نموذجا متميزاً للثورة فالطاغية لجأ إلى القوة المسلحة، وهاجم المدن الليبية بكل قسوة، وقتل عشرات الآلاف. وطبقاً للحسابات المادية كان القذافي المجرم يمتلك قوة مادية هائلة تتمثل في أسلحة حديثة اشتراها بأموال ليبيا من كل دول العالم، كما يمتلك الآلاف من المرتزقة الذين جمعهم باستخدام إغراء المال، وأطلق لهم العنان ليبيدوا شعب ليبيا. أما الثوار فكانوا مجرد مدنيين لم يحصلوا على تدريب على استخدام السلاح، ولم يكونوا يمتلكون سوى القليل من السلاح الذي حصلوا عليه كغنائم من كتائب القذافي. لكن الثوار أثبتوا أن الإيمان أقوى من السلاح، وأن الشوق للحرية يجعلهم يبدعون أشكالاً جديدة من المقاومة، ويرسمون الخطط التي يعجز الجنرالات عن تخيلها ومن أهمها خطة دخول طرابلس. ولقد انتصر ثوار ليبيا بإيمانهم على عميد الطغاة العرب.. هكذا كان يفخر بنفسه في مشهد يثير الاشمئزاز والسخرية من كل أولئك الطغاة الذين كان القذافي عميدهم. ودراسة شخصية ذلك العميد توضح لنا لماذا تخلفت أمتنا، ولماذا عانت شعوب العرب من الفقر والبؤس والهزائم وخيبة الأمل. كما أن شخصية القذافي نموذج للطاغية، ومن خلال دراسة هذا النموذج يمكن رصد المواصفات التالية. 1- الجهل: فالطغاة دائما أعداء العلم والمعرفة،وهم لا يحبون الأسلوب الذي يتحدث به العلماء لذلك فإنهم يحيطون أنفسهم بمن أجهل منهم والطاغية الجاهل يجمع المنافقين في حاشيته، والذين لا يجيدون سوى مدح الطاغية، ولذلك تأتي دائماً خطابات الطغاة العرب لتوضح البلاهة وعدم الفهم وعدم القدرة على صياغة جملة مفيدة. وعميد الطغاة العرب يحب أن يتحدث باللغة الإنجليزية ليضحك العالم على جهله؟ 2- الفساد: فلقد أضاع الطغاة ثروات الأمة، ومكنوا الأعداء من نهبها، والقذافي نموذج متميز في تبديد الأموال فلكي يحصل على لقب ملك ملوك إفريقيا أنفق مئات المليارات على ملوك إفريقيا، وعلى الحركات المعارضة لهم فخسرت ليبيا والأمة العربية كلها تعاطف ملوك إفريقيا وشعوبها. والقذافي هو الذي منح نفسه هذا اللقب، ثم أنفق أموال ليبيا على هؤلاء الملوك الطغاة، فكرهت شعوب إفريقيا المال العربي الذي كان سبباً في زيادة مأساتهم. أما في الداخل فقد صنع القذافي لنفسه كتائب من المرتزقة الخارجين على القانون، والذين يتميزون بالإجرام والجهل. وتلك السمة أيضاً يتفق فيها كل الطغاة فبشار الأسد أنشأ له جيشاً من الشبيحة ومبارك وتابعه حبيب العادلي أنشآ جيشاً من البلطجية، وعلي عبدالله صالح جمع البلاطجة في حرسه الجمهوري. هذا يعني أن الطاغية فاسد يحيط نفسه بالفاسدين، ولا مكان لرجل صالح في النظم العربية التي يحكمها الطغاة. هل يمكن أن نتصور أن يحكم القذافي على علماء لبيبا بالإعدام لأنهم ينتمون إلى الإخوان المسلمين، ولم يسمع القذافي لأحد في ليبيا بأن يصبح نجماً في مجال العمل السياسي أو الشعبي أو العلوم، أو حتى الفنون حتى أنه أمر بعدم إذاعة أسماء لاعبي كرة القدم، فلا يجب أن يعرف أحد في العالم اسما في ليبيا سوى القذافي. أراد القذافي أن ترتبط ليبيا باسمه فثار الليبيون بعد أكثر من أربعين عاماً وحرروا أنفسهم ودولتهم، وهكذا سقط عميد الطغاة العرب، وقريباً إن شاء الله سيسقط كل الطغاة. اللهم انصر إخواننا في سوريا واليمن في رمضان.