11 سبتمبر 2025

تسجيل

فن السفر

26 يوليو 2023

تبدو شوارع الدوحة هذه الأيام خالية من الزحمة المعتادة، وذلك بسبب السفر والإجازات الصيفية، للسفر دائما معنى مختلف، ومن أجمل الأوقات التي يمتزج الفرح والحزن، وتتباين بها المسافات بين البعد والقرب، ولكن يتفق الجميع قولا واحدا، أن السفر للراحة والاستجمام واستعادة النشاط والحيوية للنفس، بعد فترة من ضغط العمل أو الدراسة، السفر فرصة سانحة للهروب من الحياة الروتينية. لاسيما أن السفر يساعدنا على اكتساب خبرات مختلفة، ومواجهة خبرات جديدة، فهو يعتبر مدرسة لتجارب جديدة مختلفة وهوايات، وفرصة لرؤية شخصيات مختلفة. والابتعاد ليس جغرافيا عن محل الإقامة، فقط إنما يشمل الابتعاد عن كل الضغوط. ويقال من يريد أن يغير دروبه القديمة عليه بالسفر. كل يوم يختلف مفهوم السفر عن ذي قبل، أصبح السفر رحلة للمتعة وفرصة زاخرة للاستكشاف والمغامرة. يوفر السفر فرصة سانحة لا تتكرر للتعرف على الثقافات الأخرى، أضف لذلك يكون السفر أكثر إلهامًا عندما تتعرف على الثقافات الأخرى غير العادية، التي تختلف تمامًا عن ثقافتك، السفر فرصة للتعرف على أماكن كثيرة، وعوالم عديدة. يختلف الناس في أوقات السفر صيفا أما هنا فيكون الجو معتدلا أو شتاء الغيم والمطر قد يختلف المسافرون في الغاية من السفر والوجهة، وربما يكون السفر لدى البعض هو الشغف بالمطارات ورؤية وجوه الغرباء. اليوم ليس من الضروري أن تكون غنياً كي تسافر كما يجب وبإمكان الجميع السفر، وصارت وجهات السفر متنوعة وتناسب الجميع، فجولات السفر أصبحت متاحة للكل، وبحسب الطلب جماعية كانت أو عائلية أو فردية، التي يغلب عليها الطابع الاقتصادي الملائم. وما عاد السفر مقتصرا على التسوق والتباهي فقط، إنما للتمتع بالسفر. لقد أضحى السفر سهلا بين قارات العالم، ولقد ظهرت وجهات جديدة للسفر، ولكل مسافر وجهة يفضلها، من بين المدن التي يزورها، ولكل مدينة ميزة تختلف بها عن الأخرى، ويفتن بمدينة دون غيرها، لأسباب معلومة، أو ربما دون سبب يشعر بالألفة والراحة بها. ولقد اكتسبت بعض المدن شهرتها بما تميزت به، كعاصمة الضباب، ومدينة العشاق، وبلد العطور، وسيئول القلب النابض للتكنولوجيا، مما زاد الكثير من الإثارة والتشويق، لزيارة هذه المدن. إضافة إلى التنوع الحضاري والثقافي والتاريخي لهذه المدن مما يجعلها في مقدمة المدن الأكثر زيارة في العالم. في السفر تتخلى عن كثير من القيود الشخصية، وتكون على طبيعتك أكثر، من ناحية الملبس والشعور بالحرية بدون قيود رسمية. هذا الإحساس بالسفر دائمًا له علاقة في فتح آفاق جديدة لا حدود لها، وفرصة لتجاوز الكثير من المنعطفات، وكسر كثير من حواجز الخوف والتوتر. قد تكون اهتماماتنا في السفر مختلفة تماما، وأحيانا لا يسافر المرء لكي يصل، بل لكي يسافر، لا يهمني وسيلة السفر برا أو جوا، ما يعنيني هو روح المغامرة والسعادة، التي أحصل عليها، في كثير من الأحيان في السفر نعود محملين بصور مليئة بالذكريات. عن نفسي أحتاج إلى الاستمرار في السفر بين المدن، ورؤية وجوه العابرين التي تحمل الكثير من القصص، وبداخلها حكايا المكان والزمان، السفر يأخذك إلى لقاءات غير متوقعة جميلة لا تنسى، وفرصة عظيمة للاستمرار في الكتابة، وتوليد العديد من الأفكار الجديدة، ومشاهدة الأماكن التراثية والتاريخية لها قصة. الإدمان على السفر متعة، حيث لا يكاد يمر وقت طويل، ليجد المسافر نفسه في المطار، في وجهة أخرى للإقلاع لها. وتبقى العودة إلى الوطن هي واحدة من أجمل الأشياء. خلاصة السفر يقول الرحّالة ابن بطوطة: «السفر يجعلك عاجزاً عن الكلام.. ثم يحوّلك إلى راوٍ للحكايات».. كل هذا وبيني وبينكم..