دع الخلق للخالق

إنه الوهم المعرفي، شعور بأنك أفهم وأعقل من كل الناس، شعارك وأنت تفعل هذا الفعل، ‫‏‏‏‏‏‏‏‏»إن كنت معي فأنت قديس‬، وإن لم تكن معي فأنت إبليس» وتنسى قول الله عز وجل: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ). بالتأكيد سأكون مخطئاً عندما أجادلك في شيء قاله الله جل جلاله او قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم او الصحابة رضوان الله عليهم او الخبراء الذين يستنبطون الاحكام في دين الله الإسلام، (الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا)، وهناك قاعدة من أهم القواعد النفسية والأخلاقية العامة: إذا حجزتني سيارة بطيئة أمامي، قلت: يا له من بليد وإذا تجاوزتني سيارة مسرعة، قلت: يا له من متهور ‏إننا دائمًا نعتبر أنفسنا «النموذج» الذي يُقاس عليه سائر الناس؛ فمن زاد علينا فهو من أهل «الإفراط»، ومن نقص عنا فهو من أهل «التفريط»، ‏فإذا وجدتَ من ينفق إنفاقك فهو معتدل كريم، فإن زاد فهو مسرف، وإن نقص فهو بخيل. ‏ومَن يملك جرأتك فهو عاقل، فإذا زاد فهو متهور وإذا نقص فهو جبان. ‏ولا نكتفي بهذا النهج في أمور الدنيا بل نوسّعه حتى يشمل أمور الدين؛ فمن عبد عبادتنا فهو من أهل التقوى، ومن كان دونها فهو مقصر، ومن زاد عليها فهو متزمّت. ‏وبما أننا جميعًا نتغير بين وقت ووقت، وبين عمر وعمر، فإن هذا المقياس يتغير باستمرار. *‏العمل على إصلاح الذات* ‏إياك أن تظن أن مقياس الصواب في الدنيا ومقياس الصلاح في الدين هو الحالة التي أنت عليها والتي أنت راضٍ عنها، فرُبّ وقتٍ مضى رضيتَ فيه من نفسك ما لا ترضاه اليوم من غيرك من الناس، فدع الخلق للخالق، واعمل على إصلاح ذاتك، من اكبر مشاكل الإنسان عندما يرى نفسه هو الصح وكل من حوله في طريق الخطأ، فلنتدبر ولنتدارس هذه الايات والاحاديث حتى نكون على حذر: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾ سورة الأحزاب. (لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ) (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ). قذف محصنة يهدم عمل مائة سنة - من عدّ كلامه من عمله فقد نجا، لك أحوال ولك أعمال، كلامك من عملك، كلامك جزء من عملك، الكلمة الطيبة ترقى عند الله إلى أعلى عليين، والكلمة الخبيثة يهوي الإنسان بها إلى أسفل سافلين. (وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم). ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بإذن ربها(25)﴾ ﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) ﴾ سورة إبراهيم. كسرة أخيرة يجب علينا أن نحذر في تعاملاتنا اليومية في بيتنا او مع الأصدقاء ونحسب لكل كلمة تخرج من أفواهنا، وعند التعرض لمشاكل زوجية أو عائلية علينا ألا نستشير اربعة انواع من الناس ونحذرهم؟ الاسرة والاقرباء، الجنس الاخر، أشخاص يكرهون الزواج، اشخاص لديهم فكرة سلبية عن شريك حياتك.