19 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف نعبد الله؟

26 يوليو 2022

يقول الله تعالى في سورة الذاريات: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (٥٦). الآية واضحة وصريحة. خُلق الانسان ليعبد الله سبحانه وتعالى. ويبين القرآن والسنة النبوية طريقة العبادة، وما مراتب الدين الإسلامي وأساس هذه العبادة. ففي المرتبة الأولى أركان الإسلام، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً. والمرتبة الثانية هي أركان الإيمان، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. أما المرتبة الثالثة فهي الإحسان، والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك. ونجد أن الصلاة هي أعظم عبادة بل وأن فيها مكامن وخُلاصة العبادة الكاملة، التي يكون للعبد، عندما يكرس قلبه وعقله للخشوع فيها، أن يصل إلى أعلى مراتب العبادة والسمو الروحي والجسدي. فالصلاة لا يسبقها في أركان الإسلام سوى الشهادة، وهذا لازم أن يستقر في القلب أولاً، فقد قال الله تعالى في سورة النساء: (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ )(١١٦). نبدأ الصلاة بالبسملة والوضوء، فكأننا ننظف أنفسنا من ذنوبنا وسيئاتنا قبل ملاقاتنا الله. ومن ثم نكبر في الصلاة. فلا يوجد ما هو أكبر من الله، ولا يجب أن ننسى ذلك، ولذلك نكبر عدة مرات في كل صلاة. ومن ثم نقرأ سورة الفاتحة الجامعة المانعة. ففيها الحمد لله على جميع النعم التي يغدقها علينا، وفيها تذكير بلقائنا به وحسابنا يوم القيامة، وفيها نتذلل إلى الله، فهو من نعبد وهو من نستعين عندما تضيق الدنيا في وجوهنا. وبعد ذلك نقرأ سورة أخرى من اختيارنا من سور القرآن. وفي كل مرة تكون لدينا فرصة التفكر والتدبر في الآيات التي سنقرأها، فإما نستفيد منها أو نقرأها بشكل آلي وفي سرحان. وفي الصلاة نسبح لله العلي العظيم، وفي كل تسبيحة، تأمل في خلق الله ومخلوقاته، وكل شيء يسير كما هو مخطط له بانتظام واطراد. فالأرض تدور حول الشمس بأمر منه. والشمس لا تقترب من الأرض بأمر منه. والانسان لم يدخل في حرب نووية بعد، بأمر منه. وفي الصلاة أيضاً، نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وندعو لأنفسنا ولوالدينا بالمغفرة، ومن ثم ننهي الصلاة عبر إلقاء سلام الله ورحمته وبركاته على الملائكة وعلى أنفسنا وعلى أرواحنا وعلى كل شيء. هكذا نختم أعظم عبادة بالطريقة التي يُفترض فيها للإنسان أن يعيش حياته. بالسلام وعبر السلام. ولهذا أقول لمن يتساءل. كيف عسانا أن نعبد الله؟ انظروا في صلاتكم.. حسّنوها.. و من ثم طبقوا كل جزء منها في حياتكم.. نظفوا أنفسكم من الداخل والخارج، وكبروا واحمدوا الله وسبحوه وادعوه واستغفروه، وأكثروا من الشهادتين وتدبروا في القرآن ومن ثم افعلوا الخيرات في كل مكان وزمان!.