15 سبتمبر 2025

تسجيل

(نعم) هي قليلة ولكن..

26 يوليو 2014

هي مجرد أيام تلك التي تبقت لنا من شهر رمضان، شهر العفو والغفران، شهر محاربة الشهوات والملذات، شهر الفوز والانتصارات، شهر تطهير القلب وتربية الذات على كل جميل سيأخذ بيدها؛ لينتقل بها إلى الجانب الآخر من الحياة حيث الخير الوفير، والشرف الكبير، وكل ما سيسهم بعملية التغيير.أيها الأحبة: لقد قطعنا شوطاً هائلاً منذ أن دخل علينا شهر رمضان وحتى هذه اللحظات مع رحلة تطوير الذات وتجنيبها الملذات، وكان لنا ذلك من خلال طرح مجموعة من الخطوات التي ساعدت الكثير على تلوين صفحة رمضان، وهو ما كان لنا وبنجاح تام ـ والحمد لله ـ بفضل كل المشاركات القيمة التي وصلتنا، وقدمنا منها الأفضل لكم، واليوم وبما أننا قد وصلنا إلى ختام صفحة هذه الأيام المباركة، فإن أهم ما يمكن تقديمه لكم هو إدراك تلك النتيجة التي خرج بها كل واحد منكم، والتي ستكون عن الكيفية التي لون بها صفحة رمضان، ومدى سعادته بكل ما قد حققه، فإليكم ما هو لكم أصلاً، وكل عام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم بألف خير.من همسات الزاوية الثالثةكثيرة هي تلك اللحظات التي تشعر فيها بأنك لم تتمكن من القيام بأي شيء يُذكر ويمكن أن يُحسب لك؛ لذا تظل تعمل وتسير في اتجاهات كثيرة دون تركيز، والحق أن غياب التركيز هو ما يجعلك ضحية الضياع الذي يغلب عليك ويغلبك؛ لتعود ومن جديد إلى تقزيم كل ما تقوم به؛ لينتهي بك المطاف وأنت لا تدرك حجم ما قد تقدمت به، وهو كل ما سيتسبب لك بحزن شديد لن تتمكن معه من متابعة حياتك، وبالتالي فلن تتمكن من إدراك قيمة حياتك بل وقيمتك فيها، والحق أن سلوك هذا المسار لن يعود عليك بأي نفع سوى أنك ستنهي حياتك بنفسك، في حين أنك تستطيع مد أطرافها؛ كي تسير في الاتجاه الذي تريده؛ لتصل حيث تريد، وتحقق ما تريده أيضاً. في رمضان وفي هذه الأيام الأخيرة من هذا الشهر الفضيل (والحديث موجه نحو من يعاني من كل ما سبق) يجدر بك ترك كل ما تشعر به ويمكن أن يؤثر عليك على رف النسيان؛ كي تبدأ جديداً نظيفاً بما يليق بك، وبتلك الإنجازات التي تحسبها صغيرة، وذلك كي تعطي نفسك حقها دون أن تبخسها كل ما هو لها، وكي تعطي الشهر الفضيل حقه أيضاً، وتقدم أفضل ما لديك لمن خلقك وسواك؛ لتشكره عن كل نعمة قدّرها لك، وتشعر معها وبذاك الشكر بعظيم ما قد جئت به، فإن تحقق فلاشك بأنك ستطمح بالمزيد وستقوم بالمزيد وفي المقابل؛ محققاً بذلك ما نريده منك ولك بإذن الله، حتى تحصد من الخير الكثير. وأخيراً لا تُقزم كل ما قد قمت به وقدمته في الأيام الماضية، حتى وإن لم تشعر بأنه كاف، ولكن ركز على ما تبقى؛ كي تحصد الثمار التي تتمناها لنفسك وهو ما سيكون لك وبأمر الله ولفضله عليك.