10 سبتمبر 2025
تسجيلأيها الفساد ما أظلمك! وما أقسى قلبك! فوالله إنك داء عُضال لا دواء له، يا من أكلت حقوق الناس وسرقت أحلامهم ولقمة عيشهم يا من كبلت أيديهم بأغلال الفقر والحاجة وشردتهم وجعلتهم يهيمون ويتيهون في بحار الأبيض المتوسط في سبيل الهجرة، والتي يدفعون حياتهم في أغلب الأحيان ثمناً لها! فلقد قتلت الشباب الحالمين الذين كانوا لا يحلمون بالكثير سوى بفرصة عمل وأمل في حياة كريمة، فأنت يا سارق الأحلام قد قطعت عليهم الطريق في إيجاد فرصة عمل في أوطانهم، قطعك الله، ولم تترك لهم إلا البطالة التي حالت بينهم وبين العيش الكريم وتحقيق بعض الأحلام المشروعة، فكان لا بد من الرحيل نحو المجهول أن تصل أو لا تصل لكي تتحقق الأماني والأحلام، ولكن كل شيء له ثمن لا يأتي بالسهل وقد يكون الثمن باهظا ألا وهو الغرق ومن ثم الموت! فكم دفع هذا الثمن الآلاف الحالمون بالوصول إلى شواطئ الدول الأوروبية والتي في كثير من الأحيان تتساهل في انقاذهم لو تعرضوا للغرق، وقد لا تتحرك في الوقت المناسب إلا بعد أن تملأ مياه البحر الأبيض المتوسط رئتهم وتمتلئ بطونهم به ويصبحوا جثثا هامدة تفترسها هوام البحار. فالإنسان عبارة عن كتلة مشاعر وأحاسيس فعندما يسيطر عليه اليأس الذي يشل تفكيره ويُقدم على فعل يشبه الانتحار ويركب ما يشبه السراب وتمضي به أقدار الله إما يصل إلى بر الأمان أو يصل جثة هامدة بلا روح. فكم من أم وأب هناك في الوطن بكوا على أبنائهم دموعا ودما، لا شك بأن ذنب هؤلاء سوف يُعلق في رقاب أرباب الفساد من الذين أكلوا أرزاقهم، مع أن رب العالمين جل جلاله جعل لهم في أوطانهم أرزاقا كثيرة ربما تكفيهم وتزيد، ولكن سبحانه لا ينسى عباده فهو الذي قال في محكم كتابه «وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها» صدق الله العظيم. وآخر الكلام: سوف يبقى هذا اللص يأكل الأخضر واليابس وفي بعض الأحيان يكون تحت مظلة القانون وكل ما يقال عن مكافحته في كثير من الدول لا يعدو كونه هراء ما عدا بعض المحاولات نسمع عنها ما تلبث قصصها أن تحولت إلى عالم النسيان وأفلت أربابها من العقاب.