22 سبتمبر 2025

تسجيل

ورشة في الاتجاه الخاطئ

26 يونيو 2019

جاء مهرجان التعهدات في البحرين أمس لتنفيذ صفقة القرن في غياب الفلسطينيين ليعكس المعالجة السطحية للصراع العربي الاسرائيلي والذي اندلع بسبب احتلال لدولة عربية نتج عنه ضياع حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه المستقل وعاصمته القدس الشريف. ورشة المنامة مثلت الخطوة الأولى نحو تنفيذ صفقة القرن، وهي خطوة في الاتجاه الخاطئ لسبب مباشر هو غياب اهم طرف في المعادلة وهم الشعب الفلسطيني الذي لم يمثله لا السلطة الفلسطينية ولا الفصائل. بدا واضحا ان ورشة المنامة ما هي الا محاولة لتعزيز التطبيع بين إسرائيل والدول العربية في ظل غياب الفلسطينيين عن الطاولة، وهو ما يقلل من حجم التفاؤل بشأن الخطة الأمريكية التي طرحها صهر الرئيس ترامب على وعد بجذب الاستثمارات وبناء إطار لمستقبل مزدهر في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكن السؤال الذي يطرحه الواقع الفلسطيني هو كيف يتم إقناع رجال الأعمال بالمضي قدما في الاستثمارات والتنمية وضخ رؤوس الأموال في مناطق ما زالت تعاني من الصراع في غياب الحل السياسي؟. إن هناك شعبا فلسطينيا يعاني من آخر احتلال على الكرة الارضية هو الاحتلال الاسرائيلي وكان اولى بالادارة الامريكية ان تستمع لصوت الفلسطينيين قبل اي طرف آخر في هذه الورشة الصاخبة. ان فصل الدعم الاقتصادي عن المسار السياسي بدد الامل بتحقيق نتائج ملموسة لهذا المهرجان الذي يعيد الى الاذهان مؤتمرات الاعمار العديدة التي عقدت وتعهدت فيها دول كبرى بالمليارات التي لم يصل منها شيء للمحتاجين على ارض الواقع. لقد واجهت الخطة الأمريكية حتى الآن جدارا كبيرا من الرفض العربي، إضافة إلى أن قرار الأمم المتحدة عدم المشاركة في الورشة ينسجم مع قراراتها السابقة بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 67، ومؤشر على فشل الورشة ومن ثم الصفقة وعدم احراز اي تقدم ينهي معاناة الشعب الفلسطيني.