11 سبتمبر 2025
تسجيلمن الأسباب التي تجلب التكبر على خلق الله: اختلال القيم أو المعايير التي يتفاضل بها الناس، ذلك أن الجهل قد يسود في الناس إلى حد اختلال القيم أو معايير التفاضل عندهم، فتراهم يفضلون صاحب الدنيا، ويقدمونه حتى لو كان عاصيا أو بعيدا عن منهج الله، في الوقت الذي يحتقرون فيه البائس المسكين الذي أدارت الدنيا ظهرها له حتى وإن كان طائعا ملتزما بهدي الله، ومن يحيا في هذا الجو يتأثر به لا محالة - إلا من رحم الله - ويتجلى هذا التأثر في احتقار الآخرين والترفع عليهم. وقد ألمح القرآن والسنة إلى هذا السبب أو إلى هذا الباعث من خلال رفض هذا المعيار، ووضع المعيار الصحيح مكانه، إذ يقول الله سبحانه وتعالى-: { أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون }.{ وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين، قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى، إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون }.ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وقد مر عليه رجل: ما تقولون في هذا الرجل؟ قالوا: رأيك في هذا، نقول هو من أشرف الناس، هذا حري إن خطب أن يخطب، وإن شفع أن يشفع، وإن قال إن يسمع لقوله، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ومر رجل آخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما تقولون في هذا؟ قالوا: نقول والله يا رسول الله، هذا من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب لم ينكح، وإن شفع لا يشفع، وإن قال لا يسمع لقوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لهذا خير من ملء الأرض مثل هذا).