28 أكتوبر 2025

تسجيل

مع القصص القرآني (9)

26 يونيو 2015

لا يزال الحديث موصولا حول العلة من عناية القرآن الكريم بالقصة، وذكرنا في المقال الفائت ثلاثة أسباب لذلك، اليوم نكمل إن شاء الله:3- حسن الاقتداء والتأسِّي بأولي العزم من الرسل، والتأكيد على ثباتهم على القيم والمبادئ مهما عصفت العواصف أو هاجت الرياح على غير هدى. فنوح عليه السلام سخروا منه وقالوا له: (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ). وهود عليه السلام قالوا له: (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ). واستهزأوا بشعيب عليه السلام وقالوا له: (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ). وعيسى عليه السلام أرادوا أن يقتلوه. قال تعالي: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ).4- التأكيد على إثبات الوحي والتدليل على صحة رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فإن هذا القصص إخبار بالغيب بالنسبة له صلى الله عليه وسلم لأنه أمي لم يقرأ هذا القصص من كتب السابقين. ولم يثبت أنه تعلم أو تلقي شيئاً من ذلك من أحبار اليهود والنصاري، فورود القصص في القرآن الكريم بهذه الدقة والإحكام وبلوغ الغاية في الفصاحة والبيان دليل على أنه وحي يوحى. وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأتِ به من تلقاء نفسه. وقد نص القرآن الكريم على هذا في مقدمات بعض القصص أو في التعقيب عليها في نهايتها. قال تعالي: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ). وقال تعالي في قصة مريم: (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ).واقرأ في هذا ما جاء تعقيباً على قصة موسي عليه السلام في سورة القصص، يقول الله تعالي: (وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأمر وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ).(وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).5- إن في إخبار الرسول صلي الله عليه وسلم بهذه الغيوب الماضية وهو لم يكن حاضراً ولا مشاهداً ولا مقيما بينهم. مع انتفاء تعلمه ذلك من بشر دليل على نبوته وإثبات لرسالته صلى الله عليه وسلم.6- التأسي بأولي العزم من الرسل فيما لا قوه في سبيل الله والدعوة إليه من الأذى والاضطهاد، وهم مع ذلك ثابتون علي مبدئهم القيِّم ودينهم الحق، لم يعترهم وهن ولا ضعف ولم تفتر لهم همة، ولم يخالجهم شك إلى أن قضى الله أمره وأنجز لهم وعده. فنوح عليه السلام سخروا منه وقالوا له: (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ). وهود عليه السلام قالوا له: (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ). واستهزأوا بشعيب عليه السلام وقالوا له: (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ). وعيسى عليه السلام أرادوا أن يقتلوه. قال تعالي: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ).