29 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أزمع الغرب أمره على محاصرة الإسلام وإيقاف زحفه المتصاعد، وأعدّ لهذه الغاية من الأساليب ووسائل المكر الموصول ما لو وجّه لأيّ دين آخر لقضى عليه، ولكن الإسلام لما كان حقا- لا ريب فيه - استطال على الاجتثاث، وصمد أمام صولة الكفر وانتفاش الطغيان، ودفع هذا الصمود الإسلامي العجيب تيارا عريضا من دهاة الغرب ومفكريه إلى اعتقاد أن مواجهة الإسلام بالقوة العسكرية الضاربة أمر محكوم عليه بالفشل، وأن السبيل الأقوم لمحاربة الإسلام يتمثل في بذل مزيد من الجهد الثقافي والفكري –المدعوم بالقوة والإسترهاب - لإحداث تحولات فكرية جوهرية في كيان الأمة تؤدي في نهاية المطاف إلى الانسلاخ عن الدين والقبول بثقافة الغازي...والتقرير الذي نشره معهد راند الأميركي -وهو مؤسسة بحثية تساعد الإدارة الأميركية على اتخاذ القرارات- كان واضحاً في دعوته للإدارة الأميركية بضرورة السعي لدعم تيار (الإسلام المعتدل) لتفويت الفرصة على أصحاب المشروع الإسلامي الذي يطرح نفسه بديلاً.وما خلص إليه تقرير معهد راند قبل عامين تقريبا هو عين ما ردده الكاتب الأمريكى المقرب من دوائر صنع القرار في إدارة بوش دانييل بايبس الذي أعلن قائلا في مؤتمر حاشد نظمه عمدة مدينة لندن شهر يناير المنصرم، وكان موضوعه (حضارة عالمية أم صراع الحضارات): "إن جهودنا يجب أن تنصب على تشجيع الإسلام المعتدل الإسلام الديمقراطي الليبرالي الذي يتعامل باحترام مع النساء والمثليين جنسيا! والملحدين وغيرهم"، وأعلن أن التيارات الإسلامية التي لا تعتمد هذا المنهج الاعتدالي! ستواجه بشراسة، ولن يسمح لها بالوصول إلى مقاليد السلطة سواء جاءت إليها بطريق ديمقراطي أو غير ديمقراطي!هذا الكلام الصريح الذي خلا من مجاملات السياسيين يدلنا على أن من خطط الإدارة الأميركية لمحاصرة الإسلام تكوين جيوب لها في الساحة الإسلامية تسبح بحمد أميركا وترضى أن تستجيب لكل ما يطلب منها، بل إنها قد تتجاوز هذه الحالة إلى ما هو أسوأ منها، فهذه الجيوب المصطنعة مهيأة إلى أن تقدم خدماتها قبل أن يطلب إليها ذلك، وأن تثبت اعتدالها المزعوم بالهجوم على الإسلام ذاته فضلا عن مشايخه ودعاته.وأنا هنا لا أسوق الكلام على عواهنه بل أوقفك أيها القارئ على مقولات لثلاثة أشخاص وصفها الكاتب الأميركي دانييل بايبس بأنها رموز الإسلام المعتدل الجدير بالحظوة والتبجيل وهم (وفاء سلطان) و(مجدي علام) و(سليم منصور).وهؤلاء الثلاثة تجمع بينهم روابط وثيقة، وهي:• الكره الشديد للإسلام.• التحريض المستمر على المسلمين.• الافتتان الأبله بالغرب.• الدفاع المستميت عن "إسرائيل".فوفاء سلطان رمز الإسلام الأميركي المعتدل تتساءل في وقاحة يحسدها عليها الأميركان فتقول: "لماذا تصر أميركا والغرب على تجاهل الحقيقة الدامغة بأن التعاليم الإسلامية هي المحرضة الوحيدة لكل عمل إرهابي يقوم به المسلمون؟"!!وأما مجدي علام الصحافي المقيم بإيطاليا فهو أسوأ الثلاثة موقفا في ظني؛ فقد اختار أن يجند قلمه لخدمة "إسرائيل" واسترضاء الغرب، وتحريضه على إسكات أي صوت للحوار مع المسلمين؛ ففي مقال له منشور يقول: "الغرب فشل بشكل متواصل في إدراك وضعه لأنه لا يفهم أنه يرزح تحت هجوم ويحاول إجراء حوار مع المسلمين الذين يهاجمونه".ويكفي مجدي خزيا أنّه بادر إلى انتقاد الدول الأوروبية التي نددت بالرسوم المسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ لأنها ترى في ذلك الصنيع خروجا على التقاليد الداعية إلى احترام الشعائر الدينية، وأما مجدي علام الذي يزعم الإسلام فيراها حرية تعبير، وعلى الجاليات المسلمة التي تعيش في الغرب أن ترضى بكل ما فيه أو تغادر إلى حيث تريد، ولعلك لا تعجب إذا علمت أن حاصل هذه المواقف والمقالات التي سطرها هذا الصحافي كانت جائزة مالية قدرها مليون دولار قبضها مجدي علام بالمناصفة مع اثنين آخرين في تل أبيب بحضور كبار المسؤولين اليهود!وعلى طريق صاحبيه مضى سليم منصور المحاضر في جامعة أونتاريو بكندا الذي ملأ الدنيا ولم يفتر هجوماً على حركة حماس ودعا إلى إعلان الحرب عليها، بينما يبدي في كل مرة مشاعر المحبة والولاء والحرص على "إسرائيل"، ويدافع عن حقها في الوجود ضد أي تهديد. ولم يكتف سليم منصور بما آلت إليه أوضاع المسلمين من ضعف فدعانا بلا استحياء إلى أن ننتزع من نفوس أطفالنا الشعور بالكرامة! فكتب في مقال له بعنوان – نحن المسلمين علينا واجب – يقول: "لقد غرسنا في قلوب أطفالنا كرامة زائفة وأعطيناهم شعورا بتاريخ يتهاوى أمام النقد والتمحيص"!إن أصحاب (الإسلام المعتدل) الذين تبشر بهم أميركا أناس يريدون لنا أن نعيش بلا تاريخ ولاحاضر ولا مستقبل، يريدون لنا أن نعلن الهزيمة وأن نستسلم لإملاءات الغرب وما يريده منا، ولكن هل يتوقع هؤلاء النكرات أن أمّة بحجم أمة الإسلام دينا وثقافة وتاريخا ورجالا يمكن أن تفعل ذلك؟لقد رصدت مراكز الأبحاث التي اهتمت باتجاهات التدين في الغرب أنّ الشباب المسلم يزداد إقبالا على الإسلام بقوة أكثر من التي توجد عند آبائهم، وأن الشباب المسلم في الغرب بدأ يحس بانتمائه وهويته بصورة واضحة جدا بعد 11 سبتمبر، وهذه الإحصاءات مع شواهد أخرى هي دليلنا على أن مستقبل هذا الإسلام الأميركي المعتدل هو الفناء والسقوط مهما صنعت الولايات المتحدة من عمالات وبذلت من جهود.