13 سبتمبر 2025

تسجيل

هَـذِهِ قَـطَـرُ.. يا سادة (1)

26 يونيو 2014

لم تقتصرْ نتائجُ الحربِ العالميةِ الثانيةِ على انهيارِ الفِـكرِ العنصريِّ النازيِّ في ألـمانيا والفاشيِّ في إيطاليا والشوفينيِّ في اليابان، وإنما امتدتْ لتشملَ انهيارَ الإمبراطوريات الكبرى التي استعمرتْ معظمَ العالمِ، وفي مقدمتها الإمبراطوريةُ البريطانيةُ.. ورغم أنَّ بريطانيا تحوَّلت منذ أربعينياتِ القرنِ الـماضي إلى مجردِ دولةٍ كسواها من الدول التي تدورُ في الفلكِ الأمريكيِّ إلا أنَّ نزعةَ بعضِ أبنائها للتعاملِ مع الأمم والشعوبِ بفوقيةٍ لم تزلْ ملحوظةً، وتجلتْ في الحملاتِ الـمغرضةِ لصحافتِها على بلادنا باسم مونديال 2022 م.. هناك نَـمَـطٌ عنصريٌّ، لا يغيبُ عن ذوي البصائرِ، في حَمَلاتِ الصحافةِ البريطانيةِ الـمُغرضةِ على بلادِنا والـمُسْتَـتِـرةِ بمونديال 2022م، ويَتَجَـلَّى في النظرةِ الفوقيةِ إلى الإنسانِ العربيِّ الذي تحاولُ بعضُ صحفِها، عبثاً، تصويرَهُ كـمُخادِعٍ مُتسلِّـقٍ على صروحِ الحَضارةِ والـمَدَنيَّـةِ، ويتناسون أنَّ جميعَ الشعوبِ التي استعمرتْ بريطانيا أوطانها، وساهمت في تخلِّفِـها، قد انطلقت في مسيرةٍ من الإنجازِ واستثمارِ الثرواتِ والإمكاناتِ لصالحِ الإنسانِ، رغم عَثراتٍ في هذا البلدِ أو ذاك بسبب الديكتاتورية والطغيانِ.الأمرُ الذي يغيبُ عن القائمينَ على هذه الحَملاتِ، والواقفين خلفهم، أننا لا نمارسُ شؤونَنا السياديةَ بالادِّعاءاتِ وتمجيدِ الذاتِ كما يفعلُ الكثيرونَ، وإنما نعملُ بجِـدٍّ وِفقَ رؤيةٍ ونَـهْـجٍ يستندانِ إلى رصيدٍ سياسيٍّ وحضاريٍّ واقتصاديٍّ أسَّـسَـتْ له توجُّهاتُ القيادةِ الحكيمةِ في الشفافيةِ والعَلَـنيةِ والانحيازِ للشعوبِ وقضاياها، وإلى بناءٍ صلبٍ من الاعتمادِ على الإنسانِ الـمواطنِ، والحرصِ على تفعيلِ طاقاتِـهِ، وتهيئةِ الظروفِ له ليشاركَ في بناءِ الدولةِ الـمَدَنيةِ القائمةِ على العملِ الـمؤسساتيِّ الذي يُنَظِّـمُـهُ الدستورُ والقوانينُ.نعم، نحن نهتمُّ ونتابعُ بجديةٍ كلَّ ما يُكتَـبُ ويُقالُ عن بلادِنا، لكننا نتعامل معه في مُستويينِِ، كالتالي:الأول: الانتقاداتُ الـمُحِـقَّـةُ مهما تعاظمتْ حِـدَّتُها، والتي تتعلقُ بأوجهِ القصورِ في العملِ الإداريِّ والقوانينِ الـمَرعيةِ في بلادِنا.. وفي هذا الـمستوى لا تأخذنا العِـزَّةُ بالإثمِ، وإنما نناقشُها علانيةً، ونسعى لتغييرِها، كما فعلنا بشأنِ قوانينِ تنظيمِ العملِ وحقوقِ العمالِ، وتَـجلَّى مَيلُنا للعدالةِ في إصدارِ قوانينِ الإقامةِ التي كانت نَقلةً نوعيةً في التزامِنا الـمَبدئيِّ بحقوقِ الإنسانِ والحفاظِ على كرامتِـهِ وإنسانيتِـهِ وحقوقِـهِ.الثاني: الانتقاداتُ الـمُغرضةُ التي تتعرَّضُ لإنسانِـنا، شخصياتٍ اعتباريةً ومواطنينَ، فهنا، نتركُ فضائلَنا تتحدثُ عنا، ولا نقبل لأنفسِـنا الانجرارَ للمُهاتراتِ، ولا الانشغالَ بالجدلِ الوضيعِ مع الذين تفتقدُ معاجمُ اللغةِ عندهم لـمُفرداتِ الأخلاقِ الإسلاميةِ العربيةِ.وبين هذينِ الـمستويين، نضعُ الحملاتِ الـمُغرضةَ، ونتعاملُ معها بمنطقِ الدولةِ، بمعنى أننا ننظرُ إليها من وجهةٍ قانونيةٍ بحتةٍ، ويتصدَّى لها الـمختصون القطريون الأكفاءُ في القانون وِفقَ ضوابطَ معيَّـنَـةٍ تجعلُ منها ريحاً تُثيرُ الغبارَ وتؤذي لكنها لا تضرُّنا ولا تؤثرُ على مسيرةِ نهضتِنا.نتحدثُ عن وطنٍ وشعبٍ وقيادةٍ ومُمارَسةٍ سياديةٍ تتخذُ الرياضةُ صورتَها الأوضحَ، ولذلك لن نصمتَ عن أيِّ تطاولٍ وإساءةٍ تجاه بلادِنا، وسنتحدثُ بفضائلِنا- إن شاء الله.