05 أكتوبر 2025

تسجيل

قطر حمد.. هي قطر تميم

26 يونيو 2013

تنازل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، عن الحكم لابنه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، نقلة نوعية أحدثت الكثير من التفاعلات عبر وسائل الإعلام العربية والعالمية القديم منها والحديث (الإعلام الجديد). فكانت العبارات تتسابق في وصف الحدث الفريد من نوعه على مستوى العالم، ففي الوقت الذي تشهد فيه دولٌ صراعات للبقاء في الحكم، رغم تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في بلدانهم، ها هو حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يتنازل بملء إرادته وقوته وقمة عطائه عن الحكم لولي عهده سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ليتسلم مقاليد الحكم في البلاد، في وقفة تاريخية لهما لن ينساها التاريخ لانفرادها في الوصف والتحليل.  فوقفة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى جانب ابنه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى جنبا إلى جنب، وهما يستقبلان المهنئين صباح يوم أمس في الديوان الأميري، تدعو للفخر والاعتزاز بين جموع المهنئين والمتابعين للحدث، وأعطت انطباعا لدى كل المتابعين سواء في الداخل أو الخارج، أن قطر سائرة بإذن الله إلى ما هو أفضل بكل اقتدار، وأن النهج الذي كان مرسوما في عصر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبمتابعة سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، سيكون متماشيا وفق رؤية سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وبمتابعة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مما يعني أن الأمور تسير وفقا لما هو مخطط له مسبقا من قبل سموهما حفظهما الله ورعاهما. ومما لا شك فيه أن ما كُتِب في مواقع الاتصال الاجتماعي عن هذا الحدث المهم، وصل إلى مئات آلاف الرسائل والصور، امتزجت بين الإعجاب في نقل الحكم بسلاسة، والإقدام على هذه الخطوة الجريئة بكل أريحية، وما كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التي وجهها إلى الشعب القطري صباح أمس، إلا رسالة تؤكد عدم سعيه للسلطة منذ استلامه مقاليد الحكم في البلاد عام 1995م، وهذا ما أكد عليه في كلمته حين قال "والله يعلم أنني ما أردت السلطة غاية في ذاتها ولا سعيت إليها من دوافع شخصية بل هي مصلحة الوطن أملت علينا أن نعبر به إلى مرحلة جديدة، ولقد حان الوقت أن نفتح صفحة جديدة أخرى في مسيرة وطننا يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة وأفكارهم الخلاقة"، وأن تنازله عن الحكم لولي عهده سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني جاء لإيمانه بدور جيل الشباب ونظرته لمستقبل البلاد وفق رؤيتهم وإدراكهم العميق في مواكبة العصر الذي نعيشه حين قال "أثبت شبابنا في السنوات الماضية أنهم أهل عزم وعزيمة يستوعبون روح عصرهم ويدركون ضروراته إدراكاً عميقاً ويواكبون كل جديد فيه بل ويساهمون بفكرهم الأصيل في التجديد والإبداع". وقد دعا حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الشعب القطري إلى مساندة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني بتأكيده في خطابه قائلا "ستكونون خير سند له كما كنتم معي فما بين الحاكم وشعبه في وطننا من عهود الوفاء والمحبة والود عميق وأصيل عمق وأصالة تراثنا وتاريخنا المجيد وإنني على يقين أيضاً أن تميم سيضع مصلحة الوطن وخير أهله نصب عينيه وستكون سعادة الإنسان القطري غايته الأولى على الدوام"، ونحن نقول نعم ما يربط أبناء هذا الشعب الوفي بأرضه وقيادته هو سر التقدم والازدهار والتطور المستمر في بلادنا الغالية قطر العز والشموخ. وقد أوصى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في خطابه بدعوة أهل قطر إلى تقوى الله والعلم والعمل حين قال "إنني أوصيكم بعد تقوى الله بالعلم والعمل فليكن العلم هو النبراس الذي ينير طريقكم ويعينكم في صناعة مستقبل الوطن على خير وجه" فاهتمامه بالعلم والعمل الجاد وضع دولة قطر في مصاف دول العالم، وأصبحت الشعوب تسعى لأن تحصل على فرصة للدراسة في إحدى الجامعات العريقة التي قامت قطر بإنشائها على أرضها، وهو ما يؤكده دائما بأن تقدم الأمم لا يكون إلا بطلب العلم وهذا ما عمل عليه منذ توليه مقاليد الحكم. وبتواضعه المشهود ينهي خطابه حفظه الله بشكر أهل قطر حيث أنهى خطابه قائلا "أشكر أهل قطر الذين كانوا معي طوال المسيرة وساندوني وكانوا خير عون لي في الظروف الصعبة وساعدوني في مواجهة التحديات وكان كل هدفي أن ينعموا بالرفاهية والخير والاستقرار والأمن وسيظل قلبي نابضاً بحب هذه الأرض وأهلها"، ونحن نقول ستظل في قلوبنا ما حيينا، وسنزرع ما حملناه في قلوبنا من محبة صادقة لسموك وسمو الشيخ تميم في قلوب أبنائنا وبناتنا، سائلين المولى عز وجل أن يمد في عمركما وأن تنعما بالصحة والعافية إن شاء الله، ونعاهدكما يا صاحبي السمو على المحبة والوفاء والولاء، فما ننعم به في وقتنا الحالي هو نتاج ما يربط القيادة بالشعب من محبة وولاء، وما تقومون به من وضع سياسات مستقبلية للدولة والشعب هو سر الحب والتلاحم، وهذا ما يؤكد أن قطر حمد... هي نفسها قطر تميم... وكلنا قطر دائما وأبدا... وكلنا تفاؤل بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، وبكل ما قام ويقوم به، وخير شاهد على ذلك إنجازاته ومتابعاته لكل الأحداث والتطورات المهمة سواء في الداخل أو الخارج، وأصبح له خبرة في التعامل مع كل الملفات التي كان يُشرف عليها، وهذا ما أكده حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية بعد أحداث الثورات العربية أن سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني يدير 85% من ملفات سياسات قطر، وهو وقت كافٍ منذ ذلك الوقت وحتى الآن لتصل نسبة إدارته للملفات  100 %. وأخيرا وليس آخر حفظ الله سموهما ورعاهما، وحفظ الله قطر وأهلها من كل مكروه... وأذكر هنا بيتين من قصيدة جميلة للشاعر الكبير فالح العجلان بهذه المناسبة سمعتها على إذاعة صوت الخليج صباح أمس وننشرها اليوم مع "الشرق" يقول فيها: للمجد يا بلادي سلام وتسلام ليـــث استــــــراح وحـــــــط ليثٌ محلــــــــــه نجله تميمٍ للوطن درع وحســام ويبقى حمد رمزا  مع الشعب كله وبيت قديم قاله الشاعر العجلان أيضا بمناسبة زواج حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله عام 2005م يقول فيه: يابو حمد مجدك على ساس وعروق بين الأمير وبين جدك خليفة.