28 أكتوبر 2025
تسجيلمن الطبيعي أن تحدث اختلافات وجهات النظر التي قد تصل لحد المشكلات بين شرائح المجتمع المختلفة، والبعض قد تكون ميوله عدوانية والبعض الآخر هوايته تحقير الناس وغيرهم يهوى الانتقاد بـ «دفاشة» دون أدنى دبلوماسية والبعض هوايته تعمد الانتقاد السلبي والتطاول على الآخرين وربما الإساءة إليهم لحد يصل للمشاجرات وأمام الملأ من المتابعين في شبكات التواصل الاجتماعي. والملاحظ أنه عندما يبدأ أحدهم بتعليق قاس أو خارج عن الأدب يتشجع بقية المتابعين للتلطيش ويتفنونون في كتابة أو التلفظ بعبارات خارجة عن الأدب والحياء ولا يمنعهم أمر من التطاول وربما السب والقذف والتبلي على الشخصيات العامة ونشطاء السوشيال ميديا، أستغرب من المستوى الذي وصل إليه البعض في تعليقاته وإجبار نفسه على متابعة شخصيات تثير غضبه أو استياءه ولا تعجبه ولا تتوافق مع مبادئه لكن ربما بدافع الفضول يتابعها ولا يكتفي بالمتابعة الصامتة بل يُعلق سلبياً على ما ينشرونه ولا تعجبه طريقة حياتهم ولا ما يقومون به ويصرح بذلك لهم ويسبهم ويدعي عليهم أحياناً ويتهمهم بالفسق وغيره، السؤال الذي يطرح نفسه من أجبرك على متابعتهم؟ ولماذا تضيع وقتك في متابعة أشخاص لا يعجبونك؟. يؤججون بداخلك شعور الغضب وعدم الارتياح الذي يدفعك أحياناً إلى التعبير عن ذلك بأسلوب غير أخلاقي وغير لائق؟! من الأولى عدم إزعاج نفسك وبضغطة واحدة تلغي المتابعة وابحث عمن يفيدك ويرضيك في متابعته. كما أن نشطاء التواصل الاجتماعي شخصيات وثقافات مختلفة ويأتون من بيئة متعددة ولهم أفكارهم أو أهدافهم وطريقة حياة لا يمكن أن تكون ملائمة لطريقة حياتك بالضبط لذلك في حين متابعتك لتلك الأشخاص عليك احترام هذا الاختلاف وتقبله، ويمكنك أن تتسلى أو تستفيد في الجوانب التي تتفق معها ولا تبالي لما لا يتفق وفكرك دون أن تسعى لتجريح الآخرين أو التطاول عليهم. عندما أقرأ بعض التعليقات على التغريدات أو صور الأنستغرام أُعدم من المستوى الأخلاقي المنحدر الذي يكتب به بعض المتابعين دون احترام لشخص صاحب الحساب ولا احترام لبقية المتابعين أو التفكير للحظة بوضعه الشخصي والإنساني والعائلي وكم ستؤثر تلك التعليقات السلبية على مجريات حياته العائلية وعلى نفسيته!. بات البعض أكثر تنمراً بل ويجاهر بذلك، والاغرب أن العدوى انتقلت أيضاً لبعض النشطاء والمشاهير فأصبحوا هم كذلك متنمرين على بعض وكل منهم عند أول خلاف يسعى لتشوية سمعة الآخر وتحريض متابعيه وينتهي بهم الأمر في المحاكم. لم يعد الأمر كما كان فالقانون أصبح حازماً في هذه القضايا وضجت المحاكم بقضايا التشهير والتطاول وأصبح للجميع الحق بالشكوى ومقاضاة من يتطاول عليه بالقول أو يصوره دون إذنه وينشر المقطع. ولكن للأسف البعض ما زال يفرغ طاقته السلبية وعُقَده النفسية على نشطاء التواصل الاجتماعي وينتقدهم دون أدب على تصرفاتهم رغم أنه قد يقوم بأعظم من ذلك!. التواصل المباشر عبر الشبكات الاجتماعية كسر الحواجز ولهذا وجد البعض أرضاً خصبة للتنمر، كما أن الظاهرة طالت المراهقين الذين لديهم استعداد أكثر للتنمر وأصبحوا يتباهون ببثهم مقاطع تنمر على أحد أصدقائهم دون أدنى مسؤولية، فلا بد من توعية لذلك لكل الفئات العمرية ليكف المتنمرون عن أذى غيرهم.