11 سبتمبر 2025
تسجيلأحدثت تداعيات زلازل ثلاثة ضربت كيان الاحتلال الأسبوع الماضي، وتركت قادتها مجرمي الحرب في ذهول وتخبط وارتباك غير مسبوق لهول الصدمات وأصيبوا بحالة هذيان وتخبط ولجأوا لأسلوب التنديد ووصل لتوبيخ حلفائها الغربيين ومحكمتي العدل والجنائية الدولية التي أوصى مدعيها العام كريم خان باعتقال رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ووزير حربه غالنت مع قادة الجناحين السياسي إسماعيل هنية وقادة الجناح العسكري يحيى السنوار ومحمد ضيف لتبدو متوازنة. تبِع ذلك بعد يومين الزلزال الثاني بإعلان إيرلندا وإسبانيا والنرويج اعترافهم بالدولة الفلسطينية لتحقيق السلام والمساواة. أصاب قادة كيان الاحتلال بلوثة عقلية ودفعهم لحافة الانهيار بردود هستيرية غاضبة والتنديد بوقاحة واستدعاء سفرائهم وتوبيخ نائبة رئيس وزراء إسبانيا التي طالبت بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر.. والانتقام بطريقة غبية وصبيانية وعنصرية من الفلسطينيين بوقف الارتباط في الضفة الغربية ما يسمح بإعادة بناء المستوطنات التي كان تم إخلاؤها ووقف تحويل عوائد الضرائب للسلطة الفلسطينية ووقف استخدام تصريحات خاصة لقادة السلطة الفلسطينية ومنع القنصلية الإسبانية في القدس من تقديم خدمات قنصلية لفلسطيني الضفة!! وبعد ثلاثة أيام من توصية مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالنت، أصدرت محكمة العدل الدولية أعلى محكمة في النظام العالمي تابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة 24 مايو الجاري أمراً بوقف عملية إسرائيل في رفح فوراً وفتح المعابر والزام إسرائيل بالسماح بدخول أي لجنة تحقيق وتقصي الحقائق حول ارتكاب جرائم حرب دون عوائق. وتقديم تقرير إلى محكمة العدل الدولية خلال شهر توضح الخطوات التي اتخذتها خلال الشهر لتطبيق أمر المحكمة، وإطلاق سراح الأسرى فوراً دون شروط!! علّقت حماس بأنها كانت تتوقع أن تطلب محكمة العدل الدولية وقف حرب الإبادة على كامل قطاع غزة وليس على رفح!! رد قادة إسرائيل العنصريين المتطرفين بالتنديد بقرار المحكمة واتهموها بمعاداة السامية وندد وزير الأمن الوطني المتطرف العنصري بن غفير.. بالقرار وعلّق «مستقبلنا ليس منوطاً بما يقوله الأغيار بل بما نفعله نحن اليهود»!! قاد عاصفة الغضب الغربية رداً على الزلازل الرئيس بايدن شخصيا-بتكراره لا أرى أن ما ترتكبه إسرائيل في غزة للشهر الثامن على التوالي وإبادة حوالي 36 ألف مدني بريء وإصابة حوالي 100 ألف واستشهاد 15 ألف طفل، بأنها حرب إبادة Genocide!! ولم يفته التنديد ورفض توصية المدعي العام طلبات الاعتقال لأن أمريكا وإسرائيل لا تعترفان بصلاحيات المحكمة الجنائية الدولية، كما يرفض المساواة بين إسرائيل وحماس!! وشن عتاة اليمين هجوما على المحكمة والمدعي ورفضوا التوصيات. وانضم لجوقة المتطرفين أعضاء مجلس نواب وشيوخ أمريكيين مهددين بفرض عقوبات على المحكمة وحتى حظر دخول كريم خان البريطاني الجنسية مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية! وأعلن السناتور تشك شومر-زعيم الأغلبية الديمقراطيين في مجلس الشيوخ (يهودي داعم بقوة لإسرائيل)-معارضته الشديدة لقرار المحكمة الجنائية الدولية. ولوح السناتور غراهام الذي طالب بإعطاء إسرائيل ما تريده من سلاح حتى لو تكرر ما قامت به بلاده بإلقاء السلاح النووي على اليابان نهاية الحرب العالمية الثانية. وأن توصية المدعي العام هو مقدمة للتعرض للولايات المتحدة في المستقبل لهذا نرفض صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية-(أمريكا وإسرائيل لم توقعا على معاهدة روما التي شكلت المحكمة عام 2002 وانضمت للمحكمة 124 دولة). وسيكون لتوصية المدعي العام كريم خان تداعيات خطيرة بعد إعلان ألمانيا وفرنسا بالتزامها باعتقال أي شخص تصدر المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بصفتها دولة موقعة على اتفاقية روما. وسارع القادة الصهاينة بالتنديد بتصريح ألمانيا!! يستمر نتنياهو وحكومة ائتلاف أقصى اليمين المتطرف بالسقوط الحر وفضح كذبة النظام الأكثر ديمقراطية والجيش الأكثر أخلاقية أمام العالم بأسره-وبدأت تتساقط أشجار التوت لتكشف عن خلافات حادة في الداخل حول مسار حرب الإبادة على غزة وتبرز خلافات حادة بين نتنياهو يسانده عتاة اليمين المتشدد أمثال بن غفير وسموترتش من جهة والمؤسسة العسكرية والأمنية من جهة ثانية. تتحمل إدارة بايدن المسؤولية الأكبر لاستمرار الحرب وتوفير الغطاء والدعم السياسي والعسكري والمالي-والانحياز الكلي لصالح العدوان وحرب الإبادة برغم التباين حول كيفية تحقيق أهداف نتنياهو غير الواقعية لشن حرب الانتقام على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 رداً على طوفان الأقصى الذي تستمر تداعياته بتحريك ديناميكية والصراع والوقائع بنسف سردية الصهاينة التي روجوا لها لعقود متجاوزين تداعيات الاحتلال-وشيطنة المقاومة ضد الاحتلال والقمع والتنكيل والقتل. لذلك وجد الاحتلال نفسه في هول صدمة الزلازل الثلاثة غير المسبوقة عمقت معضلة الكيان للتخبط والارتباك ولعب دور الدفاع لدرجة توجيه إهانات لا تليق بمسؤولين مثل وزير الخارجية وصلت لحد النكبة-عرّت الصهاينة وداعميهم وخاصة بايدن وإدارته ونواب وأعضاء مجلس شيوخ في الكونغرس والإعلام الأمريكي الذي يُبدي تفهما وتعاطفا منحازاً للرواية الإسرائيلية، برغم زيف سرديتهم وأساطيرهم كقوة عظمى إقليمية ديمقراطية وجيش أخلاقي وتحترم القانون الدولي وتتشارك مع الغرب بالقيم التوراتية-الانجيلية المسيحية-فإذا بإسرائيل تسقط وتجر معها إدارة بايدن ورعاتها في أوروبا الذين صاروا يستوعبون أنهم شركاء في جرائم حرب الإبادة والقتل والتهجير والتطهير العرقي والعقاب الجماعي لشعب أعزل!!لذلك اعترفت 3 دول أوروبية بفلسطين! بقاء اصطفاف دولة أمريكا العميقة والتنافس بين مؤسسات الدولة العميقة وتوفير الدعم العسكري والغطاء السياسي يجعل بايدن شريكا يجره نتنياهو معه للهاوية في حرب الإبادة الجماعية. تُحرج إدارة بايدن في حرب الإبادة الجماعية أمام حلفائها وخصومها، على حساب قيمها التي تدعو العالم بوجوب احترامها. فإذا بأمريكا تناقض ما تحاضر وتطالب العالم باحترامه! وهذا ربما يتسبب بخسارة بايدن انتخابات الرئاسة وسقوطه مع نتنياهو، ونهاية حياتهما السياسية بإرث دموي ملطخ!