22 سبتمبر 2025
تسجيلفي كل مرة تحل فيها ذكرى الحصار الجائر على دولة قطر، الذي فرضته الدول الأربع (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر)، نستذكر باعتزاز كبير، موقف قائد الدولة ورمزها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والحكومة والشعب الذين رفضوا الانصياع لإملاءات تلك الدول ومحاولاتها للتدخل في الشؤون الداخلية لقطر، والاصرار على استقلالية قرار قطر السيادي. ورغم المؤامرة الخطيرة التي وصلت حد التخطيط لغزو قطر عسكريا، إلا أننا نستذكر اليوم، كيف استطاعت قطر كسب المعركة الشاملة في مواجهة مخططات دول الحصار والنجاحات الكبيرة التي تحققت وعلى رأسها هزيمة أجندات دول الحصار من خلال تعزيز مكانة دولة قطر وترسيخ دورها كشريك فاعل على الساحة الإقليمية والدولية، والمحافظة على قوة اقتصادها واستمرار نموه والسير على طريق الاكتفاء الذاتي، فضلا عن المحافظة على مواقعها المتقدمة وصدارتها لدول المنطقة على المؤشرات الدولية وخصوصا في مجالات الأمن الإنساني والتنمية البشرية. لكن الأهم، هو أن هذه الانتصارات الكبيرة، تحققت بفضل من الله وتكاتف والتفاف الشعب حول قيادته، وصموده وصلابته وتمسّكه بسيادة قطر وقرارها المستقل، حيث عززت الأزمة إيمان الشعب بقدراته وقيمه ومبادئه، وزادت وحدته تماسكا. وهي الإرادة التي مكنت الدولة من تحويل محنة الحصار إلى منحة وفرصة فجرت الطاقات الكامنة في نفوس الشعب والمقيمين، والانطلاق نحو آفاق رحبة تجاوزت الحصار نفسه. نستذكر أيضا، الجهود الخيرة والوساطة المخلصة والمقدرة التي يقودها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، وجميع الدول التي ساندت هذه الوساطة، التي دعمتها وتجاوبت معها دولة قطر وظلت تؤكد على استعدادها للحوار غير المشروط القائم على الاحترام المتبادل للسيادة، وذلك إيمانا بضرورة التسوية السلمية للمنازعات وأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الأزمات، حيث يشكل حل النزاعات بالطرق السلمية أبرز أولويات السياسة الخارجية لدولة قطر.