11 سبتمبر 2025

تسجيل

الدَينْ شين

26 مايو 2016

لعل من أبرز المشكلات التي بات يتعرض لها الفرد في مجتمعاتنا في الوقت الحالي هي الإقتراض من البنوك ، فالأمر أصبح ميسراً من قروض ممنوحة وبطاقات إئتمانية وغيرها مما جعل من الدين ملجأ للكثير من الشباب ، فالرواتب الحكومية العالية والتسهيلات المقدمة للمواطن لاتعني بالضرورة أموالاً مجمعة في الحسابات البنكية ، فهناك ضغط إجتماعي على أفراد المجتمع ألا وهو المعيشة بمستوى اجتماعي مرتفع ، بمايتناسب مع الآخرين ، وبمايتناسب مع البيئة المحيطة. إن هذا الضغط الاجتماعي الذي يواجهه معظم أفراد المجتمع من الشعور بضرورة مجاراة الآخرين في حفلات الزفاف، والسيارات الحديثة، والأجهزة الذكية المتطورة ، وماركات الثياب العالمية والشنط وغير ذلك يجعل من الدين وجهة يقصدها كل من يسعى للتعايش مع المجتمع بالمفاهيم الطاغية عليه في الوقت الحالي.ولكن مايحدث بعد ذلك أن هذا التزايد المستمر والإرتفاع المتسارع لهذا المرض إن صح تسميته بذلك يجعل الفرد يقع في فخ الدين والفوائد ومن ثم عدم القدرة على التسديد ، وعدم القدرة على المجاراة والتقليد للشكليات الاجتماعية ، وهنا تكمن الكارثة.حيث يظهر تقرير لاستراتيجية التنمية الوطنية في قطر صدر في عام 2014 أن أغلب الأسر المدينة - والتي تشكل 75 بالمائة - تدين بأكثر من 250 ألف ريال (68700 دولار). ويعجز البعض من هذه الأسر عن سداد مدفوعات القروض وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن.إن ديننا الحنيف يحث على الإعتدال في جميع أمور الحياة قال تعالى(ولاتجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولاتبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً). فلابد من أن نقف مع أنفسنا ونعيد حساباتنا ونعي جيداً أن تلك المظاهر الكذابة ماهي إلا قشور واهية لاتعبر أبداً عن قيمة الإنسان الحقيقية، ولاعن قدره حتى لانقع فريسة للديون.