11 سبتمبر 2025

تسجيل

رؤية أسرة مثالية

26 أبريل 2023

العلاقات داخل الأسرة تستحق الكثير من الاهتمام والتركيز والانتباه، لذا تنظر الأسرة المسلمة إلى العلاقات التي تربط بين أفرادها على أنها فرع عن العلاقة التي تربطهم بالله تعالى، أي أن مواقفهم من بعضهم تتشكل وفق مرضاة الله تعالى وتعليمات شريعته الاسلامية الصحيحة التي تقربنا الى الله اكثر خشوعاً وخضوعاً إلى الله. (..رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) سورة الأحقاف آيه رقم [١٥ُ]. نتفق جميعا ان علاقة أفراد الاسرة وضعتها وخططتها لنا شريعتنا الاسلامية وكل أمة في هذه الدنيا لها شرائعها الخاصة التي تتقيد بتعاليمها (لِكُلٍّۢ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) ومن يخالف شريعته او يتبع شريعة غير شريعته التي فرضتها عليه عقيدته ومنهاجه يفكك أسرته ويشذ عن النسيج الاجتماعي الذي يعيش فيه وبالتالي تعيش افراد اسرته في توهان بين ما يحكم علاقات افراد اسرته مع بعضها البعض وبين علاقة اسرته بالمجتمع الذي يعيش فيه، ونحمد الله كثيرا ان جعلنا مسلمين ووضع لنا الله ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم منهاجا مكتملا نسير فيه وننظم به حياتنا الدنيا للفوز بالآخرة التي نؤمن بها. *محاور رؤية الأسرة* هي خارطة طريق للأسرة، وامتلاك الأسرة المسلمة لرؤية جيدة لأوضاعها وواجباتها وحاجاتها وفرصها والنظرة الجيدة للعصر يُشكل أساس حركتها ونموها ومعرفة كيف تنطلق، وماذا تريد، وتتعرف على مواطن قوتها ومواطن ضعفها، والإسلام هو مرجعنا في العقائد والأخلاق والتعاملات ونعتز بالانتماء للإسلام مما يتطلب ذلك الالتزام فهمه ومعرفة أحكامه وألا نستفتي إلا بمن نثق بعلمه ودينه وأن يكون هدفنا الأسمى هو الفوز برضوان الله تعالى ونربي أبناءنا بما يوافق معاني الإسلام. *المكاسب والخسائر في الدنيا مؤقتة* الدنيا مزرعة الآخرة وفيها العمل الصالح، نعيش في الدنيا وقلوبنا معلقة بالآخرة، الدنيا محدودة، وكل ما فيها زائل وذاهب ولا نخضع ولا تهزمنا المصائب لأنها زائلة، وألا ننظر إلى ما في أيدي الناس ولا نحسدهم، وكما علمتنا شريعتنا بأن كل محرم فيه ضرر وكل ما حرمه الله فيه أذى مادي أو معنوي، قد يكون الضرر آجلاً أو عاجلاً أو ظاهراً أو خفياً، وأن نضع نصب أعيننا ونعلم أولادنا بأن علاقتنا بأمتنا هي علاقة الجزء بالكل، وحين نخدم أمتنا فإننا نخرج من الأنانية، يولد الطفل وهو ناقص ومع التربية ينمو فكره وينضج، لذلك وجب أن نتسامح مع أخطاء أبنائنا لكي نربيهم، ونتواصل معهم لننقل لهم خبراتنا. *زماننا صعب فلنعد له أطفالنا* نحاول ان نتغلب على هجمات العصر الشرسة التي تحاول ان تأخذ منا أبناءنا بأن نجتهد في العيش ضمن متطلبات العصر ومحيط الأسرة ولا ندخل في منافسة مع أحد في شؤون الدنيا، ونزرع في نفوس الصغار روح الدأب والمثابرة وتقوية حاسة الانضباط الذاتي وتأجيل الرغبات، والتربية بقدر الامكان على الاستقامة والتقدير وحسن الخلق، وذلك بتقوية الروح الجماعية للعمل ضمن فريق ونساعد أبناءنا على التعلم ونيل أعلى الشهادات، ونساعدهم كذلك على الاستفادة القصوى من الوقت. *كسرة أخيرة* معظم التحديات التي تواجه الأسرة داخلية، والتغلب عليها لا يأتي الا بالتواصل والتفاهم الذي يمنع حدوث المشكلات، ولا نحمل الآخرين مسؤولية انحراف أبنائنا، ونجتهد بأن نصلح أنفسنا وأبناءنا بالاهتمام بأسرتنا، ونصنع لها مستقبلا جيدا بحرص رب الاسرة على دراسة كل قرار متعلق بالأسرة بتأن قبل اتخاذه، ونعيش وفق مراد الله لكي يوفقنا الله تعالى، والقاعدة الهامة في صناعة هذا المستقبل بأن نخطط لأسرتنا ونأخذ الأسباب الحقيقية لحل مشاكلنا الاسرية ونبتعد عن الجدال والمناقشة التي لا تفيد ونعالج سوء الفهم لأن معظم مشاكلنا تنتج عن سوء فهم حدث بين أفراد الأسرة الواحدة. ولنا عودة قريبا