10 سبتمبر 2025
تسجيلأن تعيش يعني أن تحاول.. أن تُجرب.. أن تغامر.. أن تحب.. أن تأكل.. أن تسافر.. أن تبحر.. أن تتأمل.. أن تقرأ.. أن تكتب.. أن تمسح.. أن تتحرك.. أن تُعلِّم و تتعلم.. أن تغير مكان عملك عندما تصادفك فرصة عمل جديدة ومثيرة. أن تحاول أن تسهم في هذه الحياة.. أن تعرف وأن تعيش حياتك على أنك لست مجرد رقم من ضمن المليارات التي تعيش على هذا الكوكب.. (أن تتأقلم) في بعض الأحيان، أن تتأقلم يعني أن تنمو وأن تجد نفسك الحقيقية.. وفي أحيان أخرى، أن تتأقلم يعني أن تحكم على نفسك بمحدودية المشاعر أو الظروف أو المكان أو أياً كان، دون أن تدري! كالفيل الصغير الذي كان يربط مدربه قدمه بحبل موصول بعمود ضعيف، لا يمكن للفيل الصغير التخلص منه رغم محاولاته، فكبر الفيل وتضاعف حجمه و زادت قوته وهو مربوط بالحبل نفسه الموصول بالعمود نفسه منذ صغره. و لا يزال الفيل المتعايش مع البيئة التي عرفها، غير قادر على التملص من قيده لأنه لا يزال يظن بأنه لا يمكنه تخليص نفسه من الحبل، فما نفع المحاولة؟ (أن تنمو) البعض مثل الكمأة-أو الفقع كما نسميه نحن الخليجيين-، ينمو في أي مكان و في أي بيئة، راضٍ بما هو فيه، متأقلم مع ما حوله. والبعض الآخر لا ينمو إلا بعد حراثة الأرض وجعل التربة جاهزة للزراعة.. تماماً مثل البطاطا. يتشابه الاثنان، ولكن الأول ينمو رغم كل العواقب والثاني ينمو على حسب المواقف! (أن تتقبل) أن تستسلم إلى الله وتُسلم أمرك ونفسك لله. أن تعرف بأنك ضيف في هذه الدنيا الزائلة، و أنك عابر سبيل لم يصل إلى وجهته النهائية. في هذه المرحلة، تجد سعادتك وراحتك. في هذه المرحلة، تسهل جميع المراحل السابقة وتصبح خفيفة على الروح، هينة على الجسد. في هذه المرحلة، تعود كما كنت قبل أن تحيا.. مُلكٌ لله لا لنفسك، ويستقر في نفسك، بأنك متجاوز جميع مراحل الحياة مهما حدث.. لأن الله معك! (أن تموت) الموت هو جزء من الحياة، إن لم يكن الحياة جُلها. نحن لا نحيا كل يوم. نموت كل يوم.. يوم. نموت كل دقيقة.. دقيقة. تنقص أعمارنا، فنعرف ما مضيناه ولا نعرف كم تبقى لنا. الحياة هي استمرارية الموت. إذا كان الموت هو الفقدان، فإن ما نفقده هو الوقت. كل يوم و ليلة. و تستمر الحياة مربوطة بالموت، منذ بدايتها و حتى نهايتها.