18 سبتمبر 2025

تسجيل

المراوغة الإسرائيلية والإرادة الفلسطينية

26 أبريل 2014

جاء اعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما امس بأن المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية "غير مفيدة" ليطفئ نار الغضب الاسرائيلي المفتعل ازاء هذه المصالحة والذي رافقه تعليق اسرائيل ما سمي بمحادثات السلام التي ترعاها واشنطن بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.هذا الماء البارد الذي سكبه اوباما على رؤوس المسؤولين الاسرائيليين ليطفئ غضبهم ما كان ليكون لولا الخشية من ارتدادات هذا الغضب داخل الادارة الامريكية من خلال اللوبي الصهيوني في الوقت الذي تعرف فيه هذه الادارة بأن المفاوضات التي بدأت قبل قرابة تسعة أشهر برعاية كيري لاتزال تراوح مكانها وقد أصيبت بالجمود منذ بداياتها.إن احدا لايستطيع ان يدّعي اليوم بأن المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية كانت تسير بسلاسة قبل قرار اسرائيل الغاضب بتعليقها او انها كادت تحقق اي تقدم، بل بالعكس كلما وصلت تلك المحادثات إلى نقطة يمكن ان يبنى عليها للتقدم كانت اسرائيل تقفز عنها إلى مواقف ومطالب اكثر تشددا واكثرا طلبا للتنازلات الفلسطينية بمزيد من التعنت ورفع مستوى المطالب واستنزاف ما لدى الجانب الفلسطيني من اوراق، إذن فالقول بأن المصالحة الفلسطينية هو القشة التي قصمت ظهر بعير المحادثات قول للتضليل والمراوغة لأن المباحثات ولدت ميتة وتعاني لفظ الانفاس الاخيرة ولم تر النور في اي مستوى من مستويات التفاوض وبشهادة الادارة الامريكية الراعية لها.إن الاسرائيليين عندما يقولون بأنهم غاضبون من الاتفاق الفلسطيني ـ الفلسطيني فإنهم صادقون ويعبرون عن عمق سياساتهم القائمة على ان مصلحتهم تأتي بشكل افضل عندما ينشق الصف الفلسطيني، ولكن عندما يقولون بأن المحادثات ستتوقف لأن الفلسطينيين اتفقوا فهذا عين التضليل وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها، كذلك فإن الاعلان عن وصول 18 عضوا من المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية امس من قطاع غزة للمشاركة في اجتماعات دورة المجلس الـ 26 التي ستبدأ اليوم السبت في رام الله، والاعلان عن قيام عباس بزيارة قطاع غزة خلال ايام واستقالة حكومة رامي تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة؛ كل ذلك يعبر عن ارادة الشعب الفلسطيني وتأكيده على جدية المصالحة وقوتها مهما كانت مواقف اسرائيل وواشنطن منها، فهي تمثل مطلبا محوريا للشعب الفلسطيني بجميع فصائله لإعادة اللحمة الوطنية وسيلتف حولها ويتمسك بها ويدافع عنها مهما بلغت درجات المراوغة الاسرائيلية والتضليل الامريكي لسحب البساط من تحت المفاوض الفلسطيني وإعاقة تحركه عربيا ودوليا للتوصل إلى تحقيق دولته المستقلة على ارض فلسطين واسترداد جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بموجب القرارات الدولية النافذة.