10 سبتمبر 2025
تسجيلهددت أعمال القتل في ساحة الاعتصام بمدينة الحويجة العراقية بنشوب حرب في كل مناطق العراق في حال عدم توقف الجيش عن استهداف المتظاهرين السلميين، الذين ينادون بالحريات العامة واطلاق سراح المعتقلين، وهو ملف يتضخم ويكبر حجمه يوما بعد آخر، يضاف الى ذلك الانفجار الخطير المتوقع حدوثه في أي لحظة في منطقة سليمان بيك ضد المتظاهرين الأبرياء.. اللافت في هذا التطور الخطير في المشهد العراقي الدامي، أن القوات المسلحة التي هي تحت قيادة رئيس الوزراء نوري المالكي كونه القائد العام للمؤسسة العسكرية، هي التي تتصدى للحراك الشعبي، وليس أجهزة الشرطة المناط أصلا بها الحفاظ على الهدوء والأمن والاستقرار في البلاد، وحتى لا تأخذ طابع العنف المميت والفتنة الطائفية والعرقية كما هو حاصل في سوريا، حيث يتصدى جيش النظام الأسدي بكل قوته وجبروته للمتظاهرين منذ اكثر من عامين. لا بد للعقلاء من العراقيين التحرك بسرعة للحيلولة دون انتشار شرارة الانتفاضة الشعبية التي تشهدها المدن والنواحي منذ شهور وما زالت، ويكون ما هو حاصل في سوريا، ومن لجوء النظام الى الحل العسكري درساً، على العراقيين أن يعوه جيداً. ولنعد الى موقف قطر بقيادتها الحكيمة التي ارتأت منذ بدايات ثورات الربيع العربي ضرورة تلبية مطالب الشعوب بالحرية وتحقيق العدالة وإنهاء الظلم الواقع على الناس والتصدي لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت في الحراك الشعبي السلمي في دول الربيع العربي، بدلاً من الاكتفاء بإدارة هذه الأزمات وإطلاق يد العسكر للقتل وتكميم الأفواه. وهذه الرؤية التي ساقتها قطر في هذا الصدد بشموليتها ومنطقيتها، شملت كذلك ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاك لحقوقه، ومن تسلط الاحتلال وتهربه من تنفيذ استحقاقات السلام، ومواصلة زرع الأرض الفلسطينية بالمستوطنات. ورغم سوداوية المشهد العربي عموماً، فإن انطلاق أصوات حكيمة ومتعقلة من قيادة قطر، ومن العرب الحريصين على الدماء العربية، تبقي نافذة الأمل مفتوحة، ولا بد من تكثيف الجهود والعمل بكل جدية وسرعة لحقن الدماء العربية قبل فوات الأوان.