10 سبتمبر 2025

تسجيل

"الفرق بين هذا وذاك"

26 أبريل 2011

حين ينتابك المرض، ويتناوب عليك تعبه، تلازمك حالة يتضاعف حجمها بقدر ضعفك أمام ما تمر به؛ لتقع أمام تعب جسدي من المفترض ألا تُحاسب عليه، وآخر نفسي لربما ستُحاسب عليه، ولكن متى فقدت السيطرة على تصرفاتك ليتبعثر شرها أمام من معك ويبعثرهم. حين تمرض وتتعب كنتيجة للتغييرات التي تطرأ عليك، تظل أنت كما أنت، لا زيادة عليك سوى تعب المرض الذي سيرافقك كل حين حتى يكتب الله لك الشفاء ويحين حينه، لذا وحتى يحين ذاك الحين سيبقى الوجع هو ذاته، أليس كذلك؟ حسناً لقد بدأت مقالي اليوم بما سلف؛ لأن حديثاً تغلبه الغرابة قد دار بيني وبين أحدهم بعد آخر مقال كان لي، وجمع بيني وبينكم، وهو ما كان بعنوان (ولم لا نسعى إلى ذلك؟) وخلاصة ما كان منه ذاك المقال هو التالي: (أنه يتوجب علينا السعي إلى تغيير ما بالنفوس عن طريق تحسينها لتكون بحال أفضل مما هي عليه، فإن تعرض المرء منا لضغط (ما)، فإنه ومن الأفضل أن يتحمله فلا ينفجر إثر ذاك الضغط، ويضغط على غيره من الناس). كان ذاك الكلام هو ما توجب بكم الخروج منه من ذاك المقال، فهو الكلام الذي لن يختلف عليه أي عاقل، صحيح نحن لن نستطيع التحكم بمشاعرنا بشكلٍ كلي، ولكنها المحاولة ما ستعيننا على ذلك. إن ما حدث أن ذاك الشخص قد أساء فهم جوهر ذاك المقال، وحسب أن الحديث عن ضرورة وضع حالتنا المرضية على رف، والعمل بما نحن عليه حتى وإن كنا نعاني من التعب، بمعنى أنه لا يحق لك أن تمرض، فإن كان ومرضت فإنه لا يحق لك أن تؤثر بمرضك على عملك، (نعم) نحن لن نسعى إلى التأثير على عملنا بالتحجج بالمرض، فنبرر به كسلنا وتقاعسنا عن القيام بواجباتنا، ولكننا أيضاً لن نقبل بأن ننسى للحظة أننا (بشر) ولسنا (حجرا) والتعب الذي تعاني منه في عملك، ولربما بسببه (أياً كان) هو أمر طبيعي ووارد، قد يقع عليك وأنت في أدنى المناصب أو أعلاها، لذا فإن المعاناة حق شرعي يتحقق في حالة المرض، فإن عانيت من المرض يوماً (ما) فهو وبلا شك ما لن يلغي دورك في مجتمعك الذي يجمعك بمن حولك. إن الفصل بين مشاعر موقف مررنا به، وآخر سنمر به وعليه هو شيء لا يمت بصلة للفصل بين أدائك وحالتك المرضية، (نعم) ستظل أنت في الحالة الأولى، كما هو حالك في تلك الثانية، ولكن الفرق أنك وبفصلك لمشاعر موقف عن آخر تفعل؛ كي تجنب الآخرين نتائج قرارات لربما كانت منك في ساعة لا يجدر (بها) و(لها)؛ لأن تكون، في حين أنك وفي حالة المرض ستعاني وستحتاج لمن يتفهم ألمك، ويعينك على أدائه لتحسين أدائك (له)، (لا) لمن يوبخك، ويطالبك بأن تقسو على نفسك متناسياً مرضك. رسالة هذه الرسالة موجهة لذاك الشخص ولكل من سار على نهج فكره: نعم نحتاج للفصل بين مشاعرنا كي نتجنب اتخاذ قرارات خاطئة قد نندم عليها مستقبلاً، ولكن (لا) لا يشمل ذلك الفصل كل شيء، خاصة وإن كان ذاك الأخير هو (المرض) الذي قد نعاني منه أحياناً. فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]