18 سبتمبر 2025

تسجيل

هل هي رسالة محبة.. أم للشهرة والمباهاة !!

26 مارس 2023

تبقى الهدايا التي تتداول بين الناس في المناسبات الاجتماعية هي رمز التواصل والرحمة والمحبة وتوثيق العلاقات بين الناس كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم « تهادوا تحابوا «ويبقى جمالها اذا تجرّدت من التكلف والمبالغة والاسراف حتى لا تفقد صدقها وهدفها، وحين تبقى قيمتها في معناها وليس سعرها، وجميعنا نستشعر بالفرحة حين نُهدى وحين يُهدى الينا، تلك سنة الحياة في التبادل والتواصل،أخذٌ وعطاء… …وها نحن اليوم نعيش النفحات الرمضانية الايمانية نسأل الله القبول، وتغيير حالنا وحال الأمة الاسلامية الى الأفضل من الوعي والاستقرار والأمان، ومعه طوينا صفحة من الاستعراضات البهلوانية، والسباق الماراثوني في تعاملنا مع الهدايا التي تسبق هذا الشهر، في طريقة عرضها من المستلزمات الرمضانية بأحلى حللها وتفنن أشكالها وارتفاع أسعارها، البذخ والمغالاة ديدنها، تحت مسمى «النقصة الرمضانية» المستحدثة التي فرضت في مجتمعنا مع الطفرة المادّية، بتقليد أعمى، وفكر جاهل لا يدرك أبعاد الاسراف، لتجردها من البساطة التي عهدناها في الماضي، وتمارس كنوع من التواصل والحب والفرحة باستقبال شهر رمضان.. لا يختلف عنها في المغالاة والاسراف الاستعداد لليلة «الكرنكعوه « الذي سنستقبله بعد أيام بالهدايا والتفنن في الاهداء باسراف وتبذير، لدقائق ثم ترمى محتوياته، لتكون جميعها اليوم مادة دسمة ومتواصلة وتنافسية ومعلنة في وسائل التواصل الاجتماعي وبالتحديد « السناب شات والاستغرام « وتسير على منوالها الهدايا الخاصة التي تهدى في المناسبات الاجتماعية كعيد الميلاد والزواج والتخرج ثم التوثيق بالشكر لأصحابها، أين نحن من قول الرسول؛ «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، درءا للعين والحسد والاحساس بالآخرين الذين لا يستطيعون المجاراة،، حتى أصبح الاسراف والمباهاة والترف والعرض ظاهرة يتباهى بها الجاهلون والتافهون والأغنياء، لا يرتقي الخوض في غمارها بالعقل والعلم والثقافة عند النشر، ولا بالخلق للاقتداء به، انما هي تفاهات عقلية واهدار للوقت والمال، دون ادراك ما يتسبب ذلك من احراج للآخرين المتابعين، ومن المسايرة والاضطرار في الاهداء دون اقتناع ولكن من أجل كسب الرضى. والوجاهة الاجتماعية. …. تلك هي مقدمة لرسالة صوتية تلقيتها عبر الواتساب تستنكر صاحبتها وبألم من تلك السلوكيات التي طفح معها الكيل في تصوير الهدايا وعرضها والشكر لأصحابها بطريقة علنية ولأتفه المناسبات الاجتماعية التي لا تتوقف ومضها، بل تزداد ويزداد ثمنها ويزداد المتسابقون في الاهداء وفي أسعارها من أجل عرضها وتصويرها وتوثيق اسمائهم، وتداولها لماذا !! ونحن ندرك أن مثل هذه السلوكيات في تصوير الهدايا وعرضها وبأسمائها تؤدي الى تصغير العقلية الانسانية، وطمس الثقافة الفكرية، وتدخل في باب النفاق والرياء والمجاملة وتفقد معها القيمة الاساسية من التواصل والمحبة خاصة اذا ارتفع مؤشر سعرها، ناهيك عن الاستغناء من التواصل المباشر بالزيارات، لتبقى تلك الهدايا هي الحبل الممتد للتواصل مع الآخرين مع ما تدخله من بهجة في النفوس،.،اليوم كثرت مناسبتها وتعددت أهدافها وازداد مروجوها وأصبحت مظهرا مجتمعيا للشهرة والتصوير والبروز، أليس هناك طرق للشكر بين الطرفين بصمت دون استعراض العضلات في وسائل التواصل بهدف التشهير !! وهل ستبقى رسالة محبة ومودة أو وسيلة لغرض في نفس يعقوب. !!!! ومتى نرتقي بسلوكنا في التعامل مع تلك المناسبات بما يتفق فكرنا وثقافتنا.!!.