24 سبتمبر 2025
تسجيللم تمر سوى بضعة أيام على اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، الذي جرى تخصيصه للدعوة إلى توسيع الجهود الدولية لخلق حوار عالمي من شأنه تقوية وتشجيع ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، على أساس احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات، حتى شهد العالم تكرار حرق نسخة من المصحف الشريف مرة أخرى في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن. لقد جاءت هذه الواقعة الشنيعة التي تعد عملاً تحريضياً، واستفزازاً خطيراً لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، في شهر رمضان المبارك، لتقرع أجراس الإنذار من التصاعد المُقلق لخطاب الكراهية في كافة أنحاء العالم، وهي ليست الأولى فقد سبقها خلال الأشهر الأخيرة، عدد من الحوادث الشنيعة المشابهة. إن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، ينبغي أن يكون عبر إجراءات عملية ينهض فيها المجتمع الدولي بمسؤولياته للتصدي لحملات الكراهية ضد الإسلام وتجريم خطاب الإسلاموفوبيا الذي يشهد تصعيداً خطيراً، حيث تستمر الدعوات الممنهجة لتكرار استهداف المسلمين، والإساءة لمقدساتهم، تحت ذريعة حرية التعبير، وهي ذريعة تفضح نوعاً من ازدواجية المعايير المقيتة، حيث يجري استخدامها من بعض الدول حين يكون الاستهداف متعلقاً بالإسلام فقط، الأمر الذي يهدّد قيم التعايش السلمي. إن دولة قطر، من خلال مبادراتها المتعددة في كل المحافل الإقليمية الدولية، تقف في صدارة الدول المناهضة للإسلاموفوبيا، ذلك أن ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تؤثر فقط على المسلمين ولكنها تهدد وتقوض أيضا قيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان، وقطر ترفض بشدة كافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين، والزج بالمقدسات في الخلافات السياسية، وتدعم بالكامل قيم التسامح والعيش المشترك، والحرص على إرساء مبادئ الأمن والسلم الدوليين عن طريق الحوار ومد جسور التفاهم والاحترام من أجل عالم تعيش فيه جميع الشعوب في سلام ووئام.