علاقات قطر وروسيا

تكتسب زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى روسيا أهمية خاصة؛ كونها تجئ فى ظل تداعيات وتطورات إقليمية ودولية مفصلية؛ كما تأتي أيضا للتأكيد على قوة العلاقات القطرية — الروسية ولتبادل الآراء والأفكار حول مختلف الأزمات وملفات المنطقة. فضلا عن كونها تفتح آفاق تعاون أكثر رحابة فى ظل الشراكة الإستراتيجية التى تربط بين الدوحة وموسكو؛ التى رفضت الانجرار وراء مساعى دول الحصار لاستمالتها ودفعها إلى اتخاذ موقف ضد قطر بعد تفجر أزمة الخليج، وهو موقف تثمنه الدوحة عالياً لموسكو. الزيارة ستشهد توقيع عدة مذكرات تفاهم واتفاقيات لتعزيز التعاون المشترك فى العديد من المجالات وتأتى على رأس تلك الاتفاقيات اتفاقية بين شركة روزنفت النفطية، ومؤسسة قطر للعلوم والتربية، التى تهدف إلى إنشاء مركز للبحوث لشركة روزنفت الروسية وهى من أكبر شركات النفط في العالم. الاتفاقيات الجديدة تبشر بمستقبل واعد للعلاقات فى ظل تطلعات كلا البلدين لزيادة الاستثمارات والتعاون التجاري والاقتصادي؛ فضلا عن تنسيق المواقف السياسية فى القضايا الإقليمية والدولية. وفى المجال الرياضى ثمة تفاعل خاص بين قطر وروسيا، لأنهما الدولتان اللتان تستضيفان نهائيات كأس العالم عامي 2018 و2022. وهو ما يعكسه التفاعل الوثيق بين اللجان المنظمة "روسيا — 2018" و"قطر — 2022"، وتبادل الخبرات في مجال ضمان سلامة الأحداث الرياضية، وفي تدريب الرياضيين، وتطوير الطب الرياضي. العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة وموسكو راسخة ومتينة؛ منذ انطلاقها مع الاتحاد السوفيتى السابق عام 1988. وتشمل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والإنسانية وغيرها. وقد تعززت تلك العلاقات بمزيد من الزيارات والتقارب، ففي عام 2001 قام سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بزيارة إلى روسيا.ومنذ ذلك التاريخ تواصلت الزيارات الرسمية على أعلى المستويات بين الدولتين ،  منها زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى موسكو في يناير 2016 ؛ حيث أعطت زيارة صاحب السمو واجتماعه مع الرئيس بوتين دفعة قوية لتطوير العلاقات.