20 سبتمبر 2025
تسجيلحين بدأت التحضيرات لعملية تحرير مدينة الموصل العراقية من أيدي عناصر تنظيم داعش، دعا الكثيرون، دولاً ومنظمات حقوقية وجماعات مدنية وسياسيين، إلى ضرورة الحذر والترتيب الجيد، بحيث تجنب القوات المشاركة في العملية، المدنيين وسكان المدينة ويلات الحرب، مع التحسب لحركة النزوح الكثيفة، التي قدرتها الأمم المتحدة آنذاك بنحو مليون نازح. لكن الأحداث المتوالية منذ انطلاق العملية العسكرية، كشفت أن كل تلك التحذيرات والمناشدات، ذهبت أدراج الرياح ولم تجد آذاناً صاغية، حيث ظل المدنيون العزل يدفعون فاتورة الحرب الباهظة، دون أدنى اهتمام من المجتمع الدولي الذي تركهم يواجهون مصيراً قاتماً. وبالأمس تواترت التقارير، عن هول المجازر التي ارتكبتها طائرات التحالف والقوات العراقية بحق المدنيين العزل، من خلال الاستخدام المفرط للقوة، حيث كشفت منظمات حقوقية وسكان فارون عن سقوط مئات القتلى في حي الموصل الجديد جراء الغارات التي دكت الحي، وقالت رئيسة مجلس قضاء الموصل بسمة بسيم: إن أكثر من 500 مدني قتلوا في القصف الجوي على الحي في مجزرة مروعة، في حين تتزايد المخاوف على مصير 600 ألف مدني لا يزالون محاصرين غرب الموصل، ويقدر الدفاع المدني قتلى عملية الموصل منذ انطلاقها بـ 3 آلاف مدني، هذا فضلا عن المعاناة الرهيبة لمئات الآلاف من النازحين. إن حماية المدنيين وتجنيبهم مآسي هذه الحرب، مقدمة على أي نصر عسكري مهما كان.. والحديث عن فتح تحقيق حول ملابسات ما جرى، ليس كافياً، ذلك أن المطلوب هو محاسبة أي جهة تورطت في هذه المجازر.