18 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر والهند.. قواعد شراكة استراتيجية

26 مارس 2015

تكتسب زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى جمهورية الهند أهمية تاريخية كبيرة للبلدين؛ كونها تتوج تعاونا متواصلا في المجالات السياسية والاقتصادية وتقاربا في الرؤى حول المواقف من الأزمات الإقليمية والدولية.ولا شك أن مظاهر الاستقبال الرسمية وما لقيه صاحب السمو الشيخ تميم من حفاوة أثناء زيارته وخلال استقبال فخامة الرئيس براناب موخرجي رئيس جمهورية الهند، يؤشر إلى نجاح قطر في مد جسور التعاون والصداقة بين أطراف العالم والنمور الاقتصادية الصاعدة، كما يؤشر من جانب آخر إلى علاقات تاريخية متينة وارتقاء بمستوى هذه العلاقات، عبر تعميق وتقوية التبادل التجاري والشراكة القائمة بين قطر والهند.العلاقات التاريخية بين الهند وقطر يمكن لها أن تتجاوز الجوانب الاقتصادية إلى مجالات أوسع قطعت قطر فيها شوطا بعيدا، خاصة في الجوانب السياسية وحقوق الإنسان والإعلام، والهند بما مهدته للفكر البشري من حكمة وقوة بشرية هائلة، يمكن أن تشكل الدولتان قوة دافعة للسلام والعدل في مواجهة الموازين المختلة التي تحكم عالم اليوم.ولعل هذا ما أشار إليه صاحب السمو أمير البلاد المفدى من ثقته بأن علاقات البلدين ستواصل التطور والنماء، خاصة بعد التوقيع على المزيد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، وبعد الإصلاحات الاقتصادية المهمة التي قامت بها الحكومة الهندية وتحسين البيئة الاستثمارية، والتي من شأنها أن تسهم في تفعيل أوجه التعاون بين البلدين وإرساء قواعد شراكة استراتيجية بين البلدين، لما فيه الخير للشعبين الصديقين.قواعد شراكة استراتيجية تحمل معاني ودلالات كثيرة تتخطى الاقتصاد والاقتصاد السياسي إلى شراكة في المواقف تجاه ما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، شراكة تتوجه إلى خير الإنسانية وتسعى إلى تحقيق العدل والتنمية، بدلا من إراقة الدماء والتهام الإنسان في عالم متوحش لا ينظر إلا إلى المنفعة وحدها.