03 نوفمبر 2025

تسجيل

قطر تصحح بوصلة السياسة العربية

26 مارس 2014

حظيت كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الكويت باهتمام كبير من قادة الدول العربية ووسائل الاعلام. وقد جاءت الكلمة التي ترقبها الجميع عميقة في مضمونها صادقة في توجهها واضحة في اهدافها ثابتة في مواقفها تجاه قضايا الامة العربية من المحيط الى الخليج . ولذلك استحقت تقدير الشعوب العربية وتصدرت عناوين الصحف والنشرات الاخبارية في الفضائيات. لقد اختار صاحب السمو ان يخاطب الامة العربية عبر اطلالته من قمة الكويت بلهجة سمتها الهدوء والحكمة والقول الرشيد خصوصا ان المرحلة التي تمر بها الامة بالغة الدقة وتتطلب تكثيف الجهود المشتركة لدعم التضامن العربي. كلمة سمو الامير المفدى امام قادة الدول العربية اعادت التأكيد على ثوابت قطر في سياستها الخارجية وهي ثوابت لاتتبدل مع المتغيرات الاقليمية والدولية واولها قضية فلسطين بوصفها قضية العرب الاولى وهي كما وصفها سموه "قضية مصير ووجود ولن يتحقق الاستقرار والامن في المنطقة الا بتسوية عادلة" . ونظرا لأهمية القضية الفلسطينية فقد استأثرت بالحيز الاكبر من كلمة سموه متناولا جميع اوجه الصراع العربي الاسرائيلي مرورا بسياسة الاستيطان وحماية القدس والاقصى والوفاء بالمساعدات المالية تجاه الشعب الفلسطيني وصولا الى الدعوة لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني لما تحمله من تداعيات خطيرة . ولذلك جدد سموه الدعوة لعقد قمة عربية مصغرة في الدوحة لتحقيق المصالحة الفلسطينية.واذا كانت فلسطين وجهة البوصلة للسياسة العربية فان سموه لم يغفل القضايا التي لا تقل اهمية حيث تناول التحولات والعثرات التي شهدتها بعض عواصم الربيع العربي، مؤكدا على علاقات الاخوة مع الشقيقة مصر. وتصحيح البوصلة لم يقتصر على فلسطين وحسب بل هناك ايضا قضية الارهاب التي يتفق الجميع على إدانته ومحاربته لكن الخلل الكبير يكمن في استسهال البعض إلقاء تهمة الارهاب جزافا؛ لذلك حذر سموه من دمغ طوائف كاملة بالارهاب أو الصاق التهمة بكل من يختلف معنا سياسيا.اما الوجهة الثالثة والاخيرة لبوصلة السياسة العربية وفقا لرؤية سموه فهي التنمية حيث يمكن التصدي لها عبر ايجاد نظام عربي اقليمي متكامل يحقق تطلعات الشعوب العربية.