14 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ سنين وأحوال العالم العربي لا تسر العدو ولا الصديق!! فما زالت مشاكلنا المعتادة كما هي حتى بعد الربيع العربي وسقوط بعض رموز مفتعلي الخلاف والاختلافات ومثيري الجدل.. فللأسف الشديد؛ لا دين وحَّدَنا ولا مصير ولا لغة ولا عادات وتقاليد ولا شيئا، واتفقنا على الاستمرار في نهج الخلاف والتشكيك في الآخر وربما إلى أبد الآبدين.. ففي العالم العربي لم يعد يعرف العدو من الصديق فهذا اليوم صديقك بينك وبينه علاقات متميزة ومصالح مشتركة وفي ليلة وضحاها يتحول إلى عدو لدود!!! أو ترى من ساعدتَه وقدمتَ له الكثير من التضحيات او تحملتَ بسببه الكثير، يجحد بكل هذا، ويُلقي به خلف ظهره، وهو الذي كان بالأمس القريب يستصرخك يريد المساعدة ويذكر محاسنك ومناقبك واليوم نسيَّها وأخذ يبث مختلف الأكاذيب عنك ويتهمك بالعمالة، وبتهم اعتدنا أن نسمعها في عالمنا العربي، وأصبحت شماعة حتى في الكيانات الصغيرة التي تتشابه فيها العادات والتقاليد واللهجة والثروات، وبينها أواصر قُربى ومصاهرة.. حتى أماني الشعوب وتطلعاتها وتفكيرها المتشابه إلى حد كبير، ومضى على إنشائها سنين طويلة بهدف التكامل والعمل المشترك وتسخير هذه الثروات الكبيرة لرفاهية الشعوب وتقدمها وازدهارها.. إلا أن هذه الكيانات أصبحت اجتماعاتها عبارة عن مظاهر احتفالية دورية تعلق أعلام الدول متجاورة، وتبث بعض الأغاني الحماسية من خلال القنوات الحكومية لهذه الدول مع ندوات لبعض المثقفين يقولون مختلف الأكاذيب ويتكلمون عن إنجازات لهذا الكيان لا يصدقها حتى مخبول، ويستخفون بعقول المواطنين!! حتى بعد هبوب رياح الربيع العربي التي نفضت الغبار عن بعض المواضيع التي كانت مناقشتها ضربا من الخيال، وبسببها أعاد البعض حساباته من جديد، وفهم أن الشعوب لم تعد كذلك والعقول تغيرت والمطالبات زادت وقنوات التواصل أصابت المواطن العربي بصدمة كبيرة، ورسخت فيه مفاهيم لم يكن يعرفها، وكلٌ أراد أن يرتدي ثوب الديمقراطية لكنه كان ليس بمقاسه فسقط، فقد يكون ثوبه القديم أفضل وهذه المفاهيم لم تكن الأنظمة في السابق تقبلها بأي حال من الأحوال.. فلقد حاول بعض الزعماء الخيِّرون إصلاح وترميم هذه الكيانات بما فيها الكيان العربي المتهالك المُدمى بمختلف الجراح السابقة أو الحالية، وألقى بثقله السياسي والاقتصادي، وقدم الكثير ووقف مع الشعوب المغلوبة على أمرها وأصلح سفنها من أجل أن تصل إلى بر الأمان، ومازال يُعطي هنا وهناك، ويدافع عن قضايا العالم العربي التاريخية، وكم صالحَ بين الفرقاء وأسس لهم قواعد يمكن أن ينطلقوا من خلالها إلى مصالحات تمنع المزيد من إراقة الدماء والمزيد من الخسائر المختلفة، وحقق نجاحات كثيرة.. وقال عنه العاجزون الحاسدون: إنه يغرد خارج السرب، وبحثوا كافة الوسائل للتقليل من شأن ما فعله وقد عجزوا عنه جميعاً وسلطوا الأقلام الخبيثة القذرة للنيل من إنجازاته ومواقف بلاده العظيمة، فلم يلتفت إليهم، فمثل ما قالوا: ما ضَّر القافلة ـ وهي تسير ـ نباح الكلاب أجلكم الله، فهذا شيء معروف.. وطلب من بعض الشعوب التي تحررت من أمثال هُبل أن تلتف وتقف مع رئيسها حتى ولو لم يكن بالصورة التي تؤهلة لحكم شعب كبير ودولة عظيمة، فهو سوف يرحل بعد انتهاء ولايته، لأن اقتصادها ينهار، وبلد بدون اقتصاد كالمصاب بالكساح لا يقوى على السير ولا على العمل فجل مفاصله مدمرة، فهو عاجز، فإذا كانت دولة بلا اقتصاد ومتطلبات الشعب كثيرة وتحتاج إلى ميزانيات ضخمة ومنابع المردود المادي سُدت، حتى المحبون لهذا البلد يرون أن الكبير لا بد أن يبقى كذلك؟؟ وعندما قدموا له مساعدات اقتصادية بث الكاذبون سمومهم وجعلوا الأطماع بقناة السويس وغيرها هو الهدف منها، وهم يعلمون بأن هذا البلد الذي قدم المساعدات من أغنى دول العالم ولا يعني له دخلها أي شيء يذكر، وطبعاً الخاسر هو هذا الشعب الذي أسقط طاغيته الذي بدد ثرواته من أجل عيشه الكريم لنفسه؟؟ وها هو الآن بنفسه أقصد سفلة الشعب تعطل الثروات الكفيلة بتوفير حياة كريمة له، فيستمع البعض لهؤلاء الغوغائيين مثيري الشغب من كلا الجانبين، والذين يعملون لأجندات معروفة لا تريد الخير لهذا الشعب.. فهل هذه القمة تكون كسابقاتها أم نرى أملاً جديداً على مستوى العمل العربي، وصدق النوايا والعمل الجاد لمصلحة الشعوب، وخير الأمة يخرج من مخبئه ويكون الشعار المعلن خصوصاً في هذا الظرف شديد الصعوبة الذي يمر به عالمنا العربي؟؟ أم تبقى القلوب كما هي، وصخرة الاختلافات تتحطم عليها كافة الأماني والأمنيات، ونرى ابتسامات الزعماء الكاذبة التي عهدناها من بعضهم تجاه بعض، أم تكون صادقة هذه المرَّة؟ نتمنى ذلك.