تجريم ازدراء الأديان

يعكس إعلان رؤساء البرلمانات والمجالس العربية، خلال البيان الختامي للمؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي في بغداد، تأييدهم المقترح المقدم من قِبَل دولة قطر بإدراج موضوع تجريم ازدراء الأديان على جدول أعمال الاتحاد البرلماني الدولي، تعبيرا واضحا عن إرادة الشعوب العربية والإسلامية إزاء قضية بالغة الحساسية تشكل مساسا بمشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم. لقد تضمن البيان الختامي للمؤتمر والذي أطلق عليه «إعلان بغداد»، بندا ينص على تأييد الاتحاد البرلماني العربي لإدراج بند طارئ على جدول أعمال الجمعية العامة الـ 146 للاتحاد البرلماني الدولي المقدم من مجلس الشورى في دولة قطر الشقيقة، باسم المجموعة البرلمانية العربية، تحت عنوان: «تجريم ازدراء الأديان وانتهاك دور العبادة والمقدسات، ونشر الكراهية بين الشعوب، والدعوة إلى تعزيز قيم التعايش والتسامح والسلام والأمن الدوليين». إن هذا القرار يؤكد أهمية دور البرلمانات العربية والإسلامية في التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا والمحاولات المستمرة من العناصر اليمينية المتطرفة في الغرب للإساءة للدين الإسلامي، حيث أدان الاتحاد البرلماني العربي في البيان الختامي حرق وتمزيق نسخ من المصحف الشريف في عدد من الدول الغربية، لما يشكله من انتهاك للمبادئ والمواثيق الحقوقية الدولية، فضلا عن كونه استفزازا صارخا لمشاعر المسلمين حول العالم، إضافة لاستهدافه المتعمد للقيم الإسلامية المقدسة، وتغذية خطاب الكراهية والعنف، بذريعة حرية التعبير، ودعا الاتحاد لتعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ العنف والتطرف. إن طرح مجلس الشورى لهذا المشروع الذي أيده الاتحاد البرلماني العربي، يعكس حرص دولة قطر على التصدي لمثل هذه الأعمال وتجريمها وإدانتها جملة وتفصيلا، وكذلك رغبتها في زيادة التنسيق والتعاون للارتقاء بالخطاب الإنساني المبني على المحبة والسلام، وقبول الآخر بغض النظر عن المعتقد أو العرق أو الدين، وعدم الخلط بين حرية الدين والمعتقدات، وحرية الرأي والتعبير.