19 سبتمبر 2025
تسجيليمكن القول إن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي سيدخل حيز التنفيذ في سوريا منتصف هذه الليلة "فرصة سانحة" لتهيئة أرضية مناسبة للأعمال الإنسانية على الأقل، ولإغاثة آلاف الأشخاص الواقعين تحت كارثة إنسانية حقيقية، ويعيشون ظروفا صعبة، لم يعد من الممكن تحملها، هذا إن صدقت النوايا، أما إذا استغل النظام ثغرة استثناء "تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة" لمواصلة أعمال الإبادة الجماعية مطبقا سياسة فرض الأمر الواقع، والهروب إلى الأمام، فلن يكون هذا الاتفاق أكثر من مجرد انتكاسة جديدة، تضاف إلى جملة الانتكاسات السابقة التي عرفتها مختلف التفاهمات، ونكص النظام في النهاية عن الالتزام بها. اتفاق وقف إطلاق النارخطوة إيجابية في طريق البحث الجاد عن إيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة المتشعبة في سوريا، إلا أن الشكوك المتبادلة والشروط المسبقة والتلميحات بالخروق الوشيكة للهدنة، كلها أمور تجعل من هذا الالتزام أمرا صعبا وتحديا حقيقيا، ليس لأطراف الأزمة في سوريا، بل لواشنطن وموسكو، الراعيين الرسميين لهذا الاتفاق. ورغم أن أمريكا وروسيا متفائلتان لحد الآن، إلا أن هذا التفاؤل حذر فيما يبدو، فقد حذر كيري من أنه في حال فشل اتفاق وقف الأعمال العدائية والانتقال السياسي، الذي أقرته الأمم المتحدة، فإنه قد يتم الانتقال إلى الخطة "ب"، وهو التصريح الذي أثار قلق موسكو، مما يعني أن الاتفاق مفتوح على جميع الاحتمالات.