18 سبتمبر 2025

تسجيل

رؤية قطرية مستقبلية للشرق الأوسط

26 فبراير 2015

تصريحات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله "، في العاصمة الأمريكية واشنطن عكست رؤية قطر الثابتة حول الوضع الإقليمي والدولي، والقائمة على تحقيق العدالة والانحياز إلى خيارات الشعوب، واعتماد لغة الحوار لحل النزاعات التي تتضرر منها الشعوب لا الأنظمة، وقد استمعت الإدارة الأمريكية إلى رؤية قطر وأكدت على توافق الدولتين تجاه معظم قضايا المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالمشكلة السورية وضرورة تنحي بشار عن السلطة في أي حل سياسي. سموه أكد أن قطر تمثل حجر الأساس للاستقرار في بحر من الاضطراب، وأنها بوسطيتها واعتمادها لغة الحوار أضحت قبلة لحل كثير من النزاعات، وفي الوقت نفسه أكدت أن العدل هو الذي يحقق السلام والأمن لا لغة السلاح، ولعل النقطة الأهم التي تناولتها رؤية سمو الأمير أن الحرب على الإرهاب لاتكون باستخدام القوة العسكرية فقط بل بمعالجة جذور الإرهاب وعلى رأسها إزالة أنظمة الاستبداد، وجاء موقف سموه من قضية الإرهاب حاسما، وهو أن الإرهاب لا يعرف دولة ولا دينا، وأن قطر تقف بكل إمكاناتها المادية والفكرية في وجه الإرهاب، نافيا إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، مؤكدا أن السبب الرئيس في انتشار الإرهاب يتلخص في كلمة واحدة وهي "اليأس " الذي ينتشر في الأحياء الفقيرة المجاورة للمدن الأوروبية الكبيرة، بل وحتى في الولايات المتحدة، أما عالمنا العربي فحالته شبيهة بحالة اليأس الذي ينتشر بين السوريين والفلسطينيين وفي اليمن وليبيا ومصر، فهذا الشعور بعدم نجاح الديمقراطية وتحقيق العدالة والحرية، سبب رئيس في العنف، وهو أخطر ما تواجهه المنطقة والمتمثل في استبداد أنظمة عسكرية بالحكم وإلغاء المسارات الديمقراطية الوليدة، ولقد رأى صاحب السمو أن الإدارة الأمريكية مطالبة، إذا ما أرادت تحقيق السلام والأمن في العالم، أن تتعامل بمستوى واحد مع جميع القضايا وبمنطق واضح دون ازدواجية، وألا تفرق بين دولة وأخرى ونظام ونظام، وأن تستند إلى خيارات الشعوب، والتي ترى قطر أنها لا بد أن تنتصر في النهاية، كما ترى أن مستقبل الشرق الأوسط والعالم مرهون بإقامة العدل والحكم الرشيد، صاحب السمو قدم رؤية شاملة لكل الأزمات التي تعصف بعالمنا .