12 سبتمبر 2025
تسجيلرحلة الكلمات النابعة من الأعماق لا تكون موفقة ان لم تكن علاقة القلم بصاحبه عاقلة وذلك؛ لأنها وان شهدت توتراً يُنفر الأول من الثانى أو العكس لأصبحت صعبة لا يمكن تكهن لحظات نهايتها التى ستشهد الوصول حيث نريد، والحمد لله ان علاقتى بقلمى موفقة يغلبها التوافق ويغلب عليها؛ لذا ندرك تماماً ما نريده وما نريد تسليط الضوء عليه دون أن يمزق شملنا أى ممزق وبفضل من الله، الا ان ظهر من أمامنا أى جديد تفرضه علينا أهميته التى تجعلنا ننحرف عن كل ما كنا عليه؛ لنتوجه اليه؛ ليُلزمنا به هذا الأخير، وبما أن هذا الجديد لم يكن ليفعل معنا أى شيء من كل ما قد سلف ذكره هذه المرة، فلقد قررنا تسليط الضوء على الموضوع الذى تطرقنا اليه بآخر لقاء جمعنا بكم هنا، ومن خلال هذه المساحة وتحديداً تحت عنوان (اعلامى وترغب بالتطوع؟) والذى تحدثت فيه عن فكرة (التطوع الاعلامي)، الذى يُعد من أهم شروط صناعة الوعى وبثه فى المجتمع، الذى يحتاج بين الحين والآخر لمن يجود بقليله؛ ليزودنا به فيغدو ذاك الكثير الذى سيغطى جانباً من جوانب الحياة التى نعيشها. لقد تطوعت بتقديم فكرة التطوع تلك؛ لأنى أدرك مدى أهمية التطوع، وما يمكن بأن يُضيفه علينا، خاصة حين تتحد الجهود والخبرات؛ لتسلك مساراً جديداً يكشف لنا من الآفاق ما لم نكن لندركه يوماً، ولكم نحن بأمس الحاجة الى ذلك؛ كى نرتقى ونتطور عما نحن عليه، خاصة وأن أكبر ما يمكن بأن يعترض تقدمنا هو الجهل، الذى يقف كعائق حقيقى أمام ما لنا من حقوق نشعر بأننا لا نستطيع الفوز بها بسهولة ما لم نجاهد ونجتهد بل ونتكبد عناء التعرف عليها، وبأى شكل يُتيح لنا ذلك، وبما أنه ما سيكون بالعلم والمعرفة، فلقد كانت أهمية التعلم التى تبدأ باعلام نظيف لا يكون الا ان نزل متطوعاً على الأفراد، يشحنه حب العطاء، وتغذيه رغبة التطوير، وتدعمه الخبرات النوعية فى ذات المجال. مفهوم التطوع يختلف مفهوم التطوع من شخص لآخر، ويتحكم هذا الاختلاف بطبيعة ما سيجود به كل راغب به حين يرغب بالتطوع؛ لذا نجد بأن التوجهات تختلف وان انصبت فى نهاية المطاف بقالب واحد يُعرف بـ (التطوع)، الذى يُشبع (غريزة العطاء) التى تُلح علينا من وقت لآخر؛ كى نلبيها وبشكل يعود بنفعه على الجميع، وعن (فكرة التطوع الاعلامي) التى ناديت بها، وشعرت بضرورة التحدث عنها، وتسليط الضوء عليها، فلقد أخذت من ذهنى حيزاً كبيراً أجبرنى عليها؛ لأنها تسعى الى تسخير كل الطاقات والخبرات الاعلامية الضليعة بهذا المجال بحسب ما سيجود به أصحابها؛ لخدمة المجتمع وبكل شكل ينحدر من قائمة الاعلام أى الاعداد والاخراج والتقديم والكتابة الصحفية وغيرها من تلك الأشكال التى تقوم على فكرة (الاعلام) التى تُعلِم الأفراد بما لهم وبما عليهم، وهو ما يعنى اعتماد التنوع كنهج أساسى يضمن لنا غرس الكثير وجنى ما هو أكثر من الأفعال التى تطيب معها الحياة، والحق أنى قد توجهت لمن توسمت فيهم الخير الكثير فيما يتعلق بهذا المشروع، ووجدت مباركة وموافقة من يدرك تماماً تلك المعانى السامية التى تفوح من مشروع التطوع الاعلامي، فما كان منه الا وأن أعلن الانضمام؛ لنشرع بدراسة المشروع معاً، فى حين تملص غيره وبطريقة أنيقة جداً يدفعه على ذلك جهله بالمشروع، وخوفه من المغامرة التى يتوجب علينا خوضها مهما كانت العقبات؛ كى نعود بما لم يكن لنا من قبل، وهو ما أجده تعيساً جداً؛ لأنه سيحصره بزاوية تبتعد كل البعد عن الابداع الحقيقي، الذى يمقت العادى والمألوف، أى كل ما سيجعله حيث هو وان شعر بأن الحياة قد أخذته الى الأمام، فى حين أنها لم تفعل وكل ما فى الأمر أنه يتوهم ذلك، ويحتاج لمن يقول له: انتبه فهناك حياة أخرى خلف هذه الحياة تحتاج لنظرة ثاقبة منك. همسة أخيرة أخى وزميلى الاعلامي، ان كنت تملك من الوقت قليله، ومن الخبرة ما يكفي؛ لتنير لنا الدرب، فلا تبخل على غيرك، فهناك من يحتاج اليك؛ كى يدرك ما هو عليه، وكل ما نحتاجه هو سعيك لمعرفة حقيقة ما نقوم به أصلاً.