10 سبتمبر 2025

تسجيل

نفخ البالونة..

26 يناير 2021

أتابع عن كثب كرتنا القطرية منذ ربع قرن حتى يومنا هذا، ولازالت الظاهرة وللأسف موجودة وتؤرقني كثيراً، ولازالت الأخطاء ذاتها تتكرر بنفس السيناريو؛ فكلما بزغ نجم شاب في دورينا وبدأ اسمه بالصعود عالياً كلما بدأ الإعلام بتوجيه المدح والثناء عليه لحد المبالغة المفرطة، وتبدأ معه إدارة ناديه بتدليله (تدليعه)، وتغدق عليه بالهدايا القيمة من سيارات فارهة وساعات ثمينة وووو ولا ننسى كذلك الإعلانات التجارية التي تأتيه من كل حدب وصوب، وتدر عليه مئات آلاف الريالات ويصبح حينها من الترف الشيء الكبير وكل ذلك، ولازال اللاعب (الفلته) المغمور في مقتبل عمره وريعان شبابه وعنفوانه، ويعتقد بداخله المسكين بعد كل هذا وذاك أنه وصل لقمة المجد، وأصبح نجم الشباك الأول، وهو الأفضل محلياً وقارياً، ويبدأ بالاهتمام بتوافه الأمور الحياتية يرافقه عدم الجدية في التمارين والسهر ووووو ويقل معها شغفه بكرة القدم ودافعيته للاستمرار، وللأسف يبدأ مستواه في الانحدار تدريجياً ونجمه بالأفول وتزداد معها مشاكله إلى أن يختفي في نهاية المطاف، ولازال في بداية مشواره الكروي. ورأينا على مر التاريخ العديد من الأمثلة الحية للاعبين اختفوا بلمح البصر والسبب البعض من إعلاميينا وإداريي أنديتنا ومنتخباتنا -الله يسامحهم- حيث كانوا أحد الأسباب الرئيسية لفقدان لاعبين كان ينتظرهم مستقبل واعد ومشرق عطفاً على إمكاناتهم ومهاراتهم، وكان بمقدورهم أن يصبحوا نجوماً بارزين ليس محلياً، ولكن قارياً ولم لا عالمياً، ولكن للأسف راحوا ضحية اللامبالاة والاستهتار وعدم الاهتمام بكرة القدم والتعامل السيء مع النجومية، وعدم وجود من يوجههم الوجهة الصحيحة لتكون نهايتهم الاعتزال مبكراً وترك الساحرة المستديرة. إعلامنا وإدارات أنديتنا ومنتخباتنا الأعزاء رجاءً منكم بالوسطية في المدح والتحفيز للاعبينا الشبان، وليكن في حسبانكم أنهم لم يصلوا بعد للنضج الكامل، ولازالت الاحترافية غير مترسخة بوجدانهم وعقولهم ولا أفعالهم، فعليكم بالتروي والحكمة في التعامل معهم واحتوائهم، فأنتم تمثلون الحاضنة الحقيقية لهم والموجه الأول بعد المنزل، وبيدكم، إما أن يصبح لاعبونا نجوماً كبار يشار إليهم بالبنان أو أنهم يبتعدون عن الملاعب مبكراً ولازالوا في عمر العطاء. آخر الكلام خير الأمور أوسطها.. [email protected]