11 سبتمبر 2025

تسجيل

ترامب الرئيس..!

26 يناير 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يختلف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن المترشح ترامب، هذه رؤية لأولى القراءات بعد خطابه الأول، فملايين من البشر في كافة أنحاء العالم تابعوا تنصيب الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية. وتابعوا أول خطاب رئاسي له بعد أدائه اليمين الدستورية، الذي أوضح فيه أن العهد الجديد سيعمل لتكون أمريكا أولًا في كل أولوياته واهتماماته.كلنا يعلم أن هناك قضايا ساخنة داخليا وخارجيا تنتظر الرئيس ترامب، مع أن ما ظهر جليا في الخطاب الرئاسي يوحي بأن الفترة القادمة ستتركز على تحقيق النمو الاقتصادي الأمريكي وتقوية الشركات والمستثمرين وإعادة الشركات الأمريكية المهاجرة لتعمل داخل البلاد مرة ثانية. ورغم المظاهرات الصاخبة التي واجهت تنصيبه، واستمرارها، فإن الإدارة الأمريكية الجديدة أمام مفترق طرق لإعادة الولايات المتحدة الأمريكية للواجهة كقوة عالمية سياسيا واقتصاديا، وعدم ترك الأمور لدول أخرى للسيطرة على العالم. استُقبل ترامب بضجة إعلامية غير معتادة، واعتقد أنه أمام اختبار جديد في كيفية إدارة الملفات الساخنة المتعددة من قبل رجل أعمال ورغبته الشديدة في بناء مستقبل أفضل لأمريكا. ولعل إشارته في خطابه في حفل التنصيب يوم الجمعة الماضي: «سنعزز التحالفات القديمة ونشكل تحالفات جديدة، ونوحد العالم المتحضر ضد الإرهاب المتطرف الذي سنزيله تماما من على وجه الأرض». تجعلنا نعتقد بأن ترامب المترشح سيختلف عن ترامب الرئيس في الشأن الخارجي سياسيا واقتصاديا وعسكريا. خرج الرئيس السابق أوباما من البيت الأبيض تاركا خلفه تساؤلات وملفات كثيرة عالقة وحروبا دامية شهدت الآلاف من القتلى والمصابين وبما تجاوز كل الحدود، فهل يستطيع رجل المال والأعمال التفوق على سلفه، وإيقاف هذه الحروب وتحريك الملفات وإيجاد الحلول لها، أم أنها ستبقى كما هي. ومثلما جاء أوباما وغادر، سيغادر ترامب مثل الآخرين! ولكن في ظل وجود رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية فإن هناك العديد من التوقعات والاحتمالات التي توحي بأن هناك تغييرا سيحدث، وربما صراعات وعنفا وتوترا خلال فترته. ولعل من مؤشراتها الأولية زوال النموذج الليبرالي السائد عالميًا وغلبة التيار الشعبوي الذي بدأ من أوروبا مرورا بأمريكا. فالرئيس الأمريكي له صلاحيات كبيرة لإلغاء ونقض قرارات وحتى قوانين في مؤسسة ديمقراطية ـ كما يدَّعون ـ لذا يمكن أن نشهد تغييرات ومفاجآت خلال السنوات الأربع القادمة من حكم الرئيس ترامب وهي قد بدأت بقانون الرعاية الصحية الذي وضعه أوباما.! فلم يحظ رئيس أمريكي بهذا الاهتمام الإعلامي. كما حظي ترامب، فتصريحاته أثناء الحملة الانتخابية وجولاته ومؤتمراته الصحفية كلها كانت مثيرة وتضمنت أشياء غير مقبولة كتهديد أوروبا والميول المعادية لأقليات معينة وضد النساء وحلف الناتو والتلويح بإمكانية تمزيق الاتفاق النووي مع إيران ونقل السفارة الأمريكية للقدس وكلها قضايا إما مستحيلة وإما لا يمكن طرحها للتداول العام كونها سياسات وأمورا لم تناقشها الإدارات السابقة علنا. وبغض النظر عما يقال.. فإننا الآن أمام واقع اسمه دونالد ترامب. نعيش حقبة علينا التعامل معها بحذر شديد وحكمة، ومع أنني دوما من المتفائلين، فأتمنى ألا تتحقق مثل تلك التوقعات السيئة وأن يعم الأمن والسلام كل دول العالم ويكون ترامب الرئيس مختلفا كليا عن المترشح دونالد ترامب.