12 أكتوبر 2025
تسجيلفي الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011، كانت مصر أمس ساحتين وشعبين، كل يحتفل بطريقته بمرور ذكرى هذه الثورة العظيمة، التي يذكرها التاريخ بأنها إحدى محطات الربيع العربي البارزة، التي أطاحت بنظم الفساد والاستبداد في العالم العربي.مرت ذكرى الثورة المصرية أمس والبلاد منقسمة إلى شعبين، شعب يتظاهر ويحتفل تحت كنف ورعاية الدولة وأجهزتها وإعلامها.. وشعبٍ آخر، يحتفل بالذكرى نفسها تحت وقع الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي كذلك.. شعب لا تسمع له صوتاً ولا صورة في الإعلام المصري الرسمي والخاص.كان يوم الذكرى بالخلاص من عهد نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك الاستبدادي، يوماً دامياً شهد سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى برصاص قوات الأمن والشرطة، التي كانت تتصدى لتظاهرات "الشعب الآخر" الذي كان يطالب بالعودة إلى المبادىء التي نادت بها ثورة الخامس والعشرين من يناير.مرت ثلاث سنوات منذ خروج شباب مصر في ذلك اليوم، الفارق للمطالبة بحقوقهم المشروعة في التغيير والانتقال نحو عهد جديد شعاره "الحرية والعدالة الاجتماعية".. عهد يقوم على إرساء مبادىء الديمقراطية والعدالة والمساواة.. غير أن حصاد سنوات الثورة التي واجهت الكثير من العثرات، لم يكن بحجم تطلعات كل الشعب، فقد انتهى المآل بمصر منقسمة على نفسها وهي تحاول إقصاء جزء منها دون جدوى.إن مرور ذكرى ثورة الخامس والعشرين ربما تكون فرصة، لكل المصريين، كي يجدوا سبيلاً من خلال الحوار لا العنف، ليفهموا أن مصر تسعهم جميعاً، في ظل نظام يرضي تطلعات الشعب، ويعيد للدولة مكانتها في قيادة الأمة العربية.