10 سبتمبر 2025

تسجيل

آه يا عرب

25 ديسمبر 2023

عندما يتخلى البشر عن طبيعتهم بما يحملونه في دواخلهم من مشاعر وأحاسيس ورحمة وعطف وحب وإنسانية وعدل يتحولون إلى مخلوقات لا ترتبط بالإنسانية بأي رباط، ولو كانت أشكالهم بشرية إلا أنهم ينتمون في حقيقة الأمر لفئة الوحوش التي لا ترحم أحداً صغيراً كان أم كبيراً لكي تُرضي شهيتها وغرائزها الشيطانية في القتل وارتكاب كل الأفعال السيئة وتخرب وتدمر كل شيء جميل اعتاد عليه البشر! وساعدها على ذلك دافع الحقد والكراهية والتطرف بكل أشكاله، وتجد للأسف الشديد من يسهل ذلك الأمر لها ممن يدعون التحضر وتبني حقوق الإنسان وينادون بها وبالسلام ويدعون التعايش السلمي ويقولون إنه مكفول للجميع والذي نراه بأن الشعب الفلسطيني مُستثنى منه بصورة كاملة، هذا الشعب المظلوم منذ سنين طويلة وهو يعاني أشد المعاناة وهو الذي لطالما نادى على المجتمع الدولي بأن يمنحه حقوقه لو حتى بعضاً منها، وهو الذي لم يُمانع بأن تكون له دولة وللآخر دولة إلا أن الآخر يريد أن يأخذ كل شيء بالقوة وبسياسة الأمر الواقع، أضف إليها سياسة التضييق في مختلف المجالات وتخلي بني جلدتهم عنهم بل وصل بهم الحال إلى أنهم أوشكوا على نسيان القضية الفلسطينية برمتها! ودخلت الجامعة العربية التي تُعتبر السند والعون مستشفى العجزة وهي ما زالت أحد نزلائه منذ سنين ودخل معها في الأيام الأخيرة مجلس الأمن وعائلته وأصبح هو الآخر نزيلا عاجزا عن القول والفعل وأصبحت قراراته شكلية بل مهزلة تُركل بالأقدام وتُرمى في براميل القمامة، فمن جانب يتكلمون عن وجوب دخول المساعدات لمد الشعب الفلسطيني بسبل استمرار ديمومة الحياة ولم يدخل إلا الذي لا يكاد يُذكر. ومن جانب آخر هناك جسور جوية تحمل كل سبل القتل من الأسلحة المشروعة وغير المشروعة والمحرمة دولياً من كثير من الدول الكفيلة بتحقيق الإبادة الجماعية وتحويل حياتهم إلى جحيم لا يُطاق وبتخريب أحلامهم وديارهم وبتهجيرهم، بل هم حتى لا يجدون مكانا آمنا يذهبون إليه، فالاستهداف يلاحقهم في كل مكان وكل وقت وكل حين! فبعد كل هذه التضحيات الجسام والفواتير باهظة التكلفة وفقد الأولاد والزوجات والأمهات والآباء والأقارب والممتلكات واهم من يظن بأن المقاومين سوف يرفعون الرايات البيضاء بعد كل هذا ويسلمون زمام أمورهم للقدر وشعارهم المُعلن أنه لجهاد نصرٌ أو استشهاد.