مناصرة الشعب الفلسطيني

مع ازدياد وتيرة تصعيد قوات الاحتلال من جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، والتوقعات بانعكاس تداعيات صعود الائتلاف اليميني المتطرف إلى سدة السلطة في الكيان الإسرائيلي، على الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من حيث تعميق الضم التدريجي للضفة، ومحاولة تغيير الواقع على الأرض لصالح مشاريع الاحتلال العنصرية الاستعمارية التوسعية، وتسريع وتيرة عمليات تهويد القدس ومقدساتها، وتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف، فضلا عن التوسع في أشكال التطهير العرقي والتهجير الجماعي في القدس ومناطق أخرى في الضفة، تبدو الحاجة أكثر إلحاحا في المقابل لتحرك عربي قوي وموحد لنصرة القضية الفلسطينية والتصدي لمشاريع الاحتلال واليمين الإسرائيلي المتطرف. ولعل التأييد الشعبي العربي والعالمي للقضية الفلسطينية الذي ظهر جليا في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، يؤكد من جديد مكانة فلسطين لدى الأمة، وأن قضية الشعب الفلسطيني باقية وحاضرة في قلوب ووجدان شعوب الأمة العربية والاسلامية وكل الأحرار في العالم، وهو ما يفرض على الحكومات العربية والجامعة العربية اتخاذ مواقف وإجراءات عملية وجدية تتجاوز البيانات والتصريحات، الى العمل المشترك على مساندة الشعب الفلسطيني لرفع الظلم والاضطهاد العنصري الذي يمارس عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومناهضة الأفكار الاستعمارية والتمييزية العنصرية. إن بروز قضية فلسطين بتلك القوة في قلب مشهد بطولة كأس العالم، هي رسالة ينبغي أن تستجيب لها الحكومات والدول العربية والاسلامية، للتحرك واتخاذ ما يلزم من إجراءات تنسجم مع حجم المخاطر التي يمثلها الائتلاف اليميني المتطرف في إسرائيل على الأوضاع في ساحة الصراع والمنطقة، بما يضمن حماية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ورفع الظلم والاضطهاد العنصري الذي يمارس عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.