14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مواقف الغنوشي أصبحت تستخدم في اتجاهات تتجاوز تقديراته وحساباته . وأصبح البعض يتاجر بها علها تحول بين تقدم الإسلاميين نحو الحكم عبر الوسائل الديمقراطية. يجتهد الغنوشي لتفويت الفرصة علي المتربصين بالإسلاميين وإلصاق التهم للزج بهم في الزنازين والمعتقلات. ويحرص علي حفظ امن تونس بعد ثورتها الكبرى التي جذبت لها دولا عربية أخرى بل وأجنبية فقد قامت في أوروبا وأمريكا بعد الربيع العربي حركة احتلوا وول استريت إلا أنها قمعت ولم يعد يسمع عنها احد شيئا.. لقد أحدثت ثورة تونس حراكا كبيرا لم يقتصر علي ما يدور في الأرض وإنما شمل الأفكار والمواقف والمبادرات.. نقول يجتهد الغنوشي في حفظ أمن تونس حتى لا تنزلق إلى فوضى وهو موقف سليم وحكيم حيث إنه يعمل في مجتمع تربي تماما علي الفكر الغربي وشب علي كراهية الدين. بنيت تونس بعد الاستقلال علي قوانين هدفت لهدم الدين في النفوس وإزالته من كل مظاهر الحياة. علي الرغم من أن الإسلام كان الوقود الذي حرك المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي الشرس حتي تم الاستقلال.. بدأ بورقيبة بعد الاستقلال مباشرة بإصدار قوانين لمحو أي شكل إسلامي للمجتمع التونسي حتى إنه نزل الشارع ونزع بيديه الحجاب عن المرأة وتبع ذلك بسن قانون منع الحجاب. وتمادي أكثر من ذلك وتطاول وقال إن القرآن به تناقض !!مواقف الغنوشي السياسية بعد الثورة التي أتاحت الحرية والممارسة الديمقراطية تعطي هذه الحالة اعتبارا كبيرا. فحال المجتمع التونسي يختلف كثيرا عن المجتمعات العربية الأخرى خاصة المجتمع السوداني.. نقول ذلك للذين يحبون المقارنة بين مواقف الغنوشي ومواقف الحركة الإسلامية السودانية. فكل المعطيات تؤكد أنه لا مجال إطلاقا للمقارنة. نقول إذا كان للغنوشي حكمة ورؤى فيما يتخذ من مواقف لاعتبارات المجتمع التونسي. فإننا نعتقد أنه أخطأ عندما قرر أن يرتمي بحزبه في معترك الحياة السياسية حيث إنه:قدم تنازلات عندما أحرز الأغلبية في الانتخابات الأولى بما يتعارض مع أصول اللعبة الديمقراطية كما أنه أعطى فرصة للذين يتربصون بالإسلاميين في كل مكان ليضربوا به المثل!كما اتخذ موقفا سلبيا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت مؤخرا حتي أن بعض الكتاب انتقده قائلا: (السياسة ليست تأملات وفلسفات تحلق بك في سماء التوافق ومثاليات المدينة الفاضلة إنما هي تدافع مرير وحسم وضوح رؤية وإدراك لطبيعة الصراع..)إذا كان المجتمع التونسي لم يتهيأ بعد لقبول الفكر الإسلامي وغير مهيأ لتطبيق شعائره وهو على ما يبدو أمر يقدره الغنوشي. فعليه التركيز على العمل الدعوي الاجتماعي والابتعاد (الآن) عن السياسة حتى لا يتخذ مثالا لإبعاد الإسلاميين عن الحكم ولو فازوا في الانتخابات. ويبدو أن هناك مؤسسات وكيانات عالمية تعمل بهمة وجد من أجل ذلك. ولخص ذلك المفكر الأمريكي المشهور فوكوياما عندما قال "إن أكبر تحد يواجه الديمقراطية الليبرالية في المنطقة العربية هو صعود الإسلاميين"!!