14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كتب د منصف المرزوقي رئيس تونس السابق مقالا في موقع قناة الجزيرة تحت عنوان " الموجه الإسلامية .. هل بدأ الجزر ؟ " استعرض خلاله علامات قال انها تؤشر لانحسار موجه المد الإسلامي ، رغم ذكره لحالات تؤكد استمرار عملية المد .. ! المرزوقي يعتمد في كتاباته على العقلانية فرغم أنه من العلمانيين الذين يؤمنون ويعتقدون في الديمقراطية الغربية إلا أنه عندما يكتب عن الإسلام يسلك الحوار المنطقي العقلاني .. هو يختلف في ذلك عن غيره من الذين يريدون ردم وكبح بل واقتلاع الإسلام ، فيكتبون وينتقدون من منطلق الحقد والكره .. وكما قال ابن عطاء السكندري " كل كلام يخرج وعليه كسوة القلب الذي خرج منه " .قال المرزوقي إنه بصدد مشاهدة انحسار موجه رابعة هي الموجة الإسلامية بعد أن عايش مدها في بداية السبعينات ووصولها الذروة في التسعينات – وقال لقد شاهدت قبلها سقوط ثلاث موجات :- رسبت موجة الوطنية بعدما انتجت انظمة استبدادية فاسدة.- رسبت موجة القومية وهي لم تفشل فقط في توحيد شعوب الأمة إنما مزقت تلك التي شاء حظها العاثر أن يقع تحت سيطرتها .- رسبت الشيوعية عندما انهار الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية .وخلص المرزوقي إلى أن قانون " إن بعد المد جزرا" سيشمل الموجة الإسلامية وعلامات رسوبها هي الأخرى لا تخفي على البصر والبصيرة – على حد قوله !نقول إن الحقيقة التي يعرفها كل قارئ للتاريخ هي أن الموجة الإسلامية موجودة قبل الموجات التي ذكرها المرزوقي بقرون كما أنها استمرت متزامنة مع تلك الموجات الثلاث رغم كل محاولات البطش والعنف والإرهاب الذي تعرضت له .. وبقيت رغم كل ذلك مستمرة ..ما أسماه المرزوقي بالموجة الإسلامية يعيد للأذهان ماقاله هانوتو وزير خارجية فرنسا في القرن التاسع عشر : ( لا يوجد مكان على سطح الأرض إلا واجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق أي دين آخر ) وكلمات الفرنسي كانت ترتبط بمحاولات اقتلاع الإسلام من بلاد المغرب العربي آنذاك .نقول ربما جاءت آراء المرزوقي مستوحاة من مراجعات حزب النهضة التونسي الأخيرة والتي لا تعني بأي حال من الأحوال تراجع الموجة الاإسلامية .. فالحركات الإسلامية قد تكون حاكمة أو غير حاكمة إلا أن مد الموجة لا يتأثر ..كان أحرى بالمرزوقي وهو المحلل العقلاني أن يتناول إمكانية المد بالنسبة للنظام الذي يعتقد فيه "الديمقراطية " والتي بدأ جزرها في المنطقة العربية قبل أن يكون لها أي مد ! فكل انتخابات تأتي بالاسلاميين تحارب وتحاصر وتوأد قبل أن تبدأ ومن قبل ذكرنا قول المفكر الأمريكي فوكوياما "إن أكبر تحد يواجه الديمقراطية الليبرالية في المنطقة العربية هو صعود الإسلاميين ! – فأي النظامين في مد وأيهما في جزر ؟ !