14 سبتمبر 2025

تسجيل

حل الأزمة السودانية يبدأ من دارفور

09 مايو 2024

يقول علماء الإدارة إذا استعصت عليك مشكلة فاعمل على تجزئتها حتى يمكنك حلها. شهد عام الحرب الذي تعيش السودان ويلاته الآن العديد من اللقاءات لمجموعات وتكتلات حزبية وشعبية وغيرها هدفها وغايتها كما تقول لافتاتها وإعلاناتها البحث عن حل لمشكلة البلاد، ومن اللافت أنها تلف وتدور حول عبارة أكل عليها الدهر وشرب عبارة ( الحوار السوداني السوداني!) وحتى لا نطيل نقول أنه ثبت بالتجربة أننا فشلنا في حل مشكلة يعايشها بلدنا منذ الاستقلال، بل فشلنا في تشخيصها، رغم ما بذل في سبيل ذلك من مجهودات ورغم كثرة ما انعقد من مؤتمرات وما اعد فيها من أوراق، وما قدم فيها من توصيات حتى أنه يخيل اليٌ لو نطقت جدران أي قاعة من قاعات الخرطوم لقرأت توصيات مؤتمرات الحوار السوداني السوداني!. ومما تقدم قد يفهم البعض أننا نقول انه لا حل للمشكلة، ونعوذ بالله من أن نقصد ذلك، ولكننا نقول إن المخرج والسبيل هو اللجوء للنظرية الإدارية التي تقول انه إذا استعصى عليك حل مشكلة، فاعمل على تجزئتها، ومن ثم البدء في حل جزء جزء، ثم جزء جزء، حتى يكتمل الحل. ودون الدخول في تفاصيل وحتى لا نطيل فان مشكلة البلاد الآن هي دارفور، بل إنها قبل أن تكون مشكلة للبلاد فإنها مشكلة لذاتها. نقول ذلك وندرك قيمة وتاريخ وعظمة وأهمية دارفور وما قدمه ويقدمه رجالها للبلاد. ان ما قام به البعض من أبناء دارفور بالعدوان على البلاد جيشها وشعبها - رغم قلتهم ومحدوديتهم وعزلتهم - فتح الباب واسعا للتدخلات الأجنبية واستقطب أعدادا من المرتزقة بما ليس له مثيل في التاريخ القريب ولا البعيد.. وأكثر من ذلك اظهر كرها وبغضا وحقدا وتشفيا، واحدث خرابا ودمارا ومعاناة بما لم يكن يتوقعه ولا يتخيله احد!!. نقول إن ما تحتاجه البلاد الآن هو مؤتمر خالص لأهل دارفور، يقوم عليه أهل دارفور، وينعقد في إحدى مدنها، واعتقد أن في دارفور من الزعماء والقادة والمثقفين من هم على قدر للقيام بهذه المهمة وقادرون على إرغام المتمردين للانصياع والجلوس لحل مشكلة منطقتهم أولا وقبل كل شيء. نقول للذين يبحثون عن حل مشكلة البلاد إن اقصر طريق وانجعه هو إعانة أهل دارفور لحل مشكلتهم فيما بينهم ومن ثم فيما بين بعضهم وبقية المناطق الأخرى خاصة شندي!. فليسع قادة دارفور وزعماؤها لنداء الذين يحملون السلاح بدعاوى باطلة كاذبة فارغة ويدعونهم إلى وضع السلاح والى الحوار، وطرح قضيتهم إن كانت لهم قضية! اعتقد ان ذلك انجع واسرع وسائل إنهاء الحرب بعيدا عن الوسطاء الأجانب وأغراضهم. على قادة دارفور أن يجتهدوا في إعادة الذين يحملون السلاح إلى رشدهم، كفانا من العار أن يكون بلدنا بصفة عامة ودارفور بصفة خاصة المنطقة الوحيدة في أفريقيا التي لا تذكر إلا مقرونة بالقتل والنهب والحرق والخراب والدمار والسحق والخطف والنزوح واللجوء، بل بالإبادة الجماعية، والله من المحزن والمؤلم أن تصبح دارفور ذات التاريخ والأصالة والعراقة والعطاء والكرم بهذه الحالة على كل لسان. فلتبق القوات المسلحة بقوميتها صمام أمان كل البلاد، ولنبدأ في التركيز على حل المشكلة جزءا جزءا، وليبدأ أهل دارفور. ومن ثم يأتي الحديث عن الأقاليم الأخرى، سلم الله البلاد وحفظ العباد.