11 سبتمبر 2025

تسجيل

الإيمان بحب الأوطان

25 ديسمبر 2014

يظن الكثير من الناس أن حب الوطن والانتماء الحقيقي له هو أمر لايتعدى أن يكون شعوراً عابراً يحس به البعض ويغيب عن قلوب الكثيرين، وذلك لأن البعض يكون قد نشأ وترعرع بعيداً عن وطنه، أو يكون قد نشأ في بلده ولكن لم يتربَّ وينشأ على أن يكون جزءاً من أرضه، ولم يدرك طوال سنوات عمره كيف يكون هذا الشعور وهذا الرابط القوي النقي، إن حب الأوطان من الإيمان، ومن الوفاء ومن الأصالة ومن أرقى القيم والمعاني التي لايجب أن تغيب عن أحدنا، لأن كل واحد منا معني بهذا الرابط الذي لم يخلق عبثاً، وإنما جعل لحكمة عظيمة عرفها من عرف وجهلها من جهل، فحين يولد الفرد في وطنه يحمل هويته وينشأ على أرضه، يشرب من مائه ويستظل تحت سمائه، ويعيش في أحضان عزه وكرامته المستمدة من كرامة هذا البلد الذي يحمل عنوانه ويحمل بين جوانحه تفاصيل وجوده، إن شعور الحب الحقيقي الذي يربط كل فرد من أبناء الوطن ببلده وبأبناء بلده وبكل مافي هذا البلد من أجزاء مادية ومعنوية لهو خير دليل على سلامة الفطرة وصدق الوفاء بالعهود، وكيف لا يكون كذلك ونحن حين يقدم لنا أحدهم شيئاً أو حتى خدمة أو حتى مشاركة في مشاعرنا ولو لفترة وجيزة نشعر أننا مدينون له برد الفضل والجميل، فما بالنا بأوطاننا العظيمة التي تمثل السماء والأرض وتمثل الأم الكبرى التي يحمي حضنها كافة صغارها، فتغمرهم بالحب والعطف والحنان والرعاية التي تجعل منهم أفراداً كباراً قادرين على حمل رايتها ورفع اسمها في محاولة تبقى قاصرة دون رد الجميل، إن أجمل شعور من الممكن أن يعيشه كل واحد منا هو الحب القوي النابع من أعماق القلب الذي ذاق يوماً دفء الوطن، والوفاء لمن أجزل له العطاء، والعمل على ترجمة هذا الحب إلى سعي في رفع اسمه بين الأمم، بكل موقف وبكل لحظة تسنح له الفرصة، وبالسعي جاهداً على أن يثبت لنفسه قبل أن يثبت للآخرين أن هذا البلد الأصيل قد أنجب أبناء أوفياء يعرفون حق المعرفة معنى أن يكون لهم أرض وسماء ونسمات هواء تمنحهم أرقى وأسمى معاني المواطنة، فمن سويداء قلوبنا ندعو الله -تعالى- أن يحفظ لنا أوطاننا وأن يديم علينا جميعاً وعلى المسلمين نعمة الأمن والأمان، وأن يغيث من فقد هذه النعمة العظيمة حتى ترجع بلادنا جميعها خير أمة وخير أوطان.