نجاح الهدنة خطوة نحو إنهاء الحرب

عكست مشاهد ومجريات اليوم الأول من بدء سريان اتفاق التهدئة بين إسرائيل وحماس، الذي تم التوصل إليه بوساطة دولة قطر وبالشراكة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، التزاما واضحا من طرفي الصراع بتطبيق الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق، حيث توقفت تماما اصوات الصواريخ والرصاص، وبدأت قوافل المساعدات في التدفق الى داخل قطاع غزة عبر معبر رفح، فضلا عن اطلاق سراح الاسرى من الجانبين، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن حماس سلمت الصليب الاحمر 13 إسرائيليا وعشرة تايلانديين وفلبينيا واحدا كانوا محتجزين في قطاع غزة، فيما أفرجت إسرائيل عن 39 معتقلًا في سجونها، في اليوم الأول لتنفيذ الاتفاق في عملية ستستمر خلال الايام الثلاثة التالية. لقد أعادت الوساطة القطرية لم شمل العديد من العائلات، ونجحت في وقف العدوان على الشعب الفلسطيني مؤقتا، وساهمت في التخفيف من المعاناة والكارثة الانسانية من خلال تدفق المساعدات الى السكان المحاصرين داخل قطاع غزة منذ أكثر من شهر ونصف الشهر. إن الإشادات الدولية، المستحقة، والواسعة النطاق من مختلف دول العالم التي تلقتها دولة قطر، بعد نجاحها في كسر واختراق جدار الحرب في قطاع غزة، تؤكد الدور الحيوي الذي تقوم به الدوحة كصانعة للسلام، ومساهماتها الكبيرة في دفع جهود الامن والاستقرار على الصعيدين الدولي والاقليمي، وهو ما اكسبها مكانة عالمية مرموقة كوسيط يحظى بثقة جميع الاطراف في مناطق النزاعات حول العالم. إن بوادر نجاح تنفيذ اتفاق الهدنة الانسانية في قطاع يشكل خطوة إيجابية هامة في اتجاه حشد الجهود نحو تحقيق المزيد من الخطوات وصولا الى وقف طويل الأمد لاطلاق النار، ومن ثم إنهاء الحرب، والتوجه نحو حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وفقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية.