15 سبتمبر 2025
تسجيليقتضي الحديث عن الموسيقار عبد العزيز ناصر العبيدان - رحمه اللّٰه - من طراز المبدعين في سجلّ الخالدين منذ العقود الخمسة الّتي عاشها والّتي امتدّت أربعة وستّين عاما، وقدرته أن يضع الأغنية الصّادقة: "محتار يا بلادي شهديلك" بصمته بين الفخامة والعظمة في الذّائقة الفنّيّة وابتدعت أشجانه أنغامًا شجيّة في الأغنية الشّعبيّة والامتداد عربيًّا في: "يا قدس يا حبيبتي" و "آه يا بيروت" لتتمّ موهبته العبقريّة في العطاء البشريّ في الموسيقى كحاجة إنسانيّة والسّموّ إلى بواسق الفكر والخيال بأغنية تردّد في كلّ زمان ومكان وذاكرة حيّة للأوطان بالإحساس بالفنّ والجمال. للفنّ والموسيقى في حياة الموسيقار فضاءات واسعة بأبعاد ثقافيّة وبلا حدود. وما يهمّني ويعنيني كفنّانة قطريّة هو ذلك الأثر الكبير لنغمات الموسيقار على سطح لوحاتي، وربّما فعل ذلك غيري من الفنّانين القطريّين وبإحساس بفعل وتر الرّاحل وبألوان تناثرت على سطح اللّوحة فأنتجت أعمالاً تعبق برائحة قطر في سمائها وأرضها وبحرها والحكايات بأفكارها وأحلامها وأوجاعها في "أمّ الحنايا" أو تلك الّتي دخلت بنا في أعماق الفرجان وأزقّة دوحتنا العتيقة وتعلّقهم بطبيعة بلادهم وجذورهم وتراثهم كما في "القرنقعوه"، ولكنّ أدهشها وأروعها وأعجبها انّها تأصّلت في العقول والقلوب كما في "العايدو". وستظلّ تردّد لليوم ومن جيل إلى جيل. بأن يرى بسمعه ويسمع بقلبه تلك الأنغام في خيال مخيّلة منبعها صدى صوت الطّبيعة للوحة قوميّة وطنيّة في عالم التّشكيل القطريّ. إنّ أعمالي في أصالة خيل و"رؤية قطر 2022" لأثر إبداعاته الوتريّة. الّتي شكّلت سمفونيّة فسحة ومساحة في الخطوط والألوان نغمًا وإيقاعًا فأبدعت بالتّصويت الإنسانيّ بذاكرة الوطن فتنشدها الأيّام أنشودة قطر النّصر، وفي النّهاية تحفظها الأبديّة حقيقة الجوهر. وأخيرًا وليس آخرًا: إنّ الموسيقار حكاية سحر أنامل عجيبة للحن نغمتها قوّة مؤثّرة في الفن العربي المعاصر. وإنّ ما من عمل تشكيليّ قطريّ إلّا ويحمل لون البيئة المحليّة واقتران أصالة الوطن بماضيها وحاضرها ومستقبلها يترنّم بكلمات "اللّٰه يا عمري قطر" وأنشودة الوطن "قسما بمن رفع السّماء"، فتكون القوّة في سماء الإبداع ليحصد الحبّ والسّلام. فنانة تشكيلية