الأحلام والواقع

من حق الناس أن يحلموا ويتمنوا ما يشتهون من أحلام وهي ليست حكرا على أحد وليست ممنوعة ولا يوجد لها قانون يُجرمها، ولربما في العالم العربي لو علموا بأحلامك لوضعوا لها عقوبة وهي قد تبقى مجرد أحلام لا تتحقق وكلٌّ فيها يغني على ليلاه. وقد تكون هذه الأحلام واقعية أو قد تكون ضرباً من الخيال، وتتنوع أحلام الناس وقد لا يوجد لها سقف محدد وقد لا يعترف من الحالمين بمقولة احلم على قدك وقد تعتبر هذه الأحلام من باب الطموح الذي ليس له حدود، وقد يصل الإنسان إلى مبتغاه أو بعض منه وقد لا يصل أبداً ولو سهر الليل والنهار. ومنهم مثلاً من يحلم بالثراء السريع وليس عنده مانع بأن يجعل ضميره في سبات عميق ولا تهمه الطريقة إذا كانت حلالا أم حراما. ومنهم من يتمنى أن ينال منصبا كبيرا ويحظى بمميزات هذا المنصب، ومنهم من يحلم بتعدد الزوجات وهن يعشن بمودة ورحمة في كنفه ولم تأتهن غيرة النساء المعروفة التي تحول التعدد إلى كابوس فظيع ويزيد في خياله ويرى بأنه يسكن معهم في القصور وعنده حاشية من الخدم والحشم وأسطول كبير من السيارات ورصيد ضخم في البنك، والحلم بالزواج من أخرى من أكثر الأحلام التي لا تفارق مخيلة الرجال. وقد يكون الفقراء الذين أسأل الله عز وجل أن يُغنيهم من فضله عرضة أكثر للحلم بالثراء من غيرهم من ميسوري الحال أو الأغنياء. وقد ترى البعض انه قد يحلم بدجاجة تبيض له ذهبا أو أنه حصل على الفانوس السحري كالذي نراه في أفلام الخيال لكي يحقق أمانيه، والبعض يحلم بالترقية بعد أن أكل على انتظاره الدهر وشرب وأصبح المنصب كالسراب يحسبه الظمآن ماء. وكلما ظن بأنه قريب منه يراه يبعد عنه ومهما سار لن يصل إليه وأحلام الناس كثيرة لكن إذا قاسها على أرض الواقع سدد له الواقع لكمة قاضية واستيقظ من أحلامه وطارت عصافير فكره وأخذت تلك الأحلام معها بلا رجعة. [email protected]