14 سبتمبر 2025
تسجيلالمهرجانات الفنية هي تظاهرة فنية وحاجة إنسانيّة ولغة تعبير وتواصل في النهضة الحضارية الإنسانية وذاكرة حيّة للأوطان تؤرخ لها، وتستبقي الحكايات والصور من طموحاتها وأحلامها وتضيء وتضيف للفن في ظل الدعم وتذليل الصعوبات أمامها. شهدت الساحة التشكيلية القطرية مؤخرا بمقر مطافي المهرجان الفني الدولي الأول والذي ضم (147) مشاركاً قدموا من ثماني وخمسين دولة ؛ وتواصلوا بلغة لا تعرف الحدود ولا السدود؛ وبلغة بصريه عالمية وجانب حيوي لا يمكن إغفال أثرة في تشكيل الوعي وتهذيب الوجدان. إن المهرجانات الفنية إذا أحسن التنظيم والتخطيط الممنهج لها وفق رؤيةٍ وأهدافٍ حقيقية لا وقتية، وبشكل يمكن تحقيقه على أرض الواقع حتماً ستكون مخرجاتها إثراءً جيداً وبالغا للساحة الفنية القطرية بِرُمتها. ولكي تكتمل الصورة المشرفة والمشرقة للمهرجان، لابد أن تكون عملية انتقائية المشاركين وفقاً لمعايير فنيةٍ لا شخصية !!.. فهي في الاخير كسبت أعمالاً احترافية عالية الجودة حتى لو تكلفت الجهة المنظمة استضافة المهرجان. وعلى المستوى الدولي وفي مقرمطافي تميَّز المهرجان بحضوره ؛ مما يؤكد خلق أجواء جيدة وعاملاً حاسماً وهو جزء لا يتجزأ من هذا الحدث من حيث برامج الورش والمعرض الفني والذي يحوي أعداداً كبيرة من النتاجات الإبداعية في مختلف المجالات التشكيلية التي ساهمت في إثراء الحوار لدى متابعيها وحضورها في تبادل الخبرات لبرنامج النقاش بقضايا الفن وتأديتها لرسالتها الفنية والتثقفية، من خلال اجتذاب أبرز الخبرات والمواهب وخلق بيئة تشجع المشاركين على متابعة مسارهم الفني عبرحصولهم على جوائز وشهادات تقديرية كل هذا يزيد من إصرار الفنانين على النجاح ويفتح آفاقاً واسعة ونوافذ شاسعة بأن تكون الدوحة واجهة الفن في العالم. لقد أدهشني وأبهرني نسبة الحضور المرتفعة من كبار الشخصيات والجمهور؛ والذي حقق حلماً طالما انتظره الفنان القطري، وهو أمر يحفزه على العطاء أكثر فأكثر. فكل الشكر لمن ساهم بالأفكار الجميلة الرائعة ؛ للجنة المنظمة للمهرجان وللسيدة راشمي اغاروال وما أحوجنا إلى أن تكون وزارة الثقافة والرياضة الداعمة والراعية للمهرجان الفني الدولي القادم.. ترنيمة جميلة: يقول الشاعر فخر الكتاب الأصبهاني: أعلّل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل