21 سبتمبر 2025

تسجيل

إرادة الأمة أقوى

25 نوفمبر 2018

لم يكن تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يعلن على الملأ أن «العلاقات مع الدول العربية تعيش حاليا تطورا غير مسبوق، وهي أكبر من أي وقت مضى»، بعيدا عن الحقيقة إذ أن مياها كثيرة جرت تحت الجسر منذ كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو وما تلاها من محطات. غير أن التصريح الأخير للرئيس الامريكي دونالد ترامب، بشأن السعودية ودورها في حماية إسرائيل، بل ومنع وقوعها في أي ورطة، والذي جاء صادما للبعض، ليس سوى إعلان لما هو معروف مسبقا للبعض مما تقوم به الرياض من أدوار سرية. ففي الوثائق التاريخية ما يكفي ويزيد عن حجم الدور الذي لعبته السعودية في تثبيت دعائم الكيان الصهيوني والتعاون السري معها ومع رعاتها منذ ما قبل تأسيس دولة الاحتلال، حتى اليوم، حيث يقوم النظام السعودي تحت توجيه وإشراف ولي العهد، ليس بقيادة قاطرة التطبيع العلني مع إسرائيل وحسب، بل وبتوفير الغطاء لاجندات وخطط الاحتلال على حساب الثوابت والحقوق العربية والفلسطينية. لم يعد التطبيع، رغم أنف المبادرة العربية، مع الاحتلال سرا، بل ان ما يحدث تجاوز ذلك الى مراحل بعيدة وخطيرة، بما يرقى الى خيانة القضية المركزية للعرب، وتوجيه طعنة للأمة وللقضية الفلسطينية. لقد شهدت القضية الفلسطينية محطات عديدة، بما فيها من انكسارات، لكن إرادة الأمة العربية والاسلامية كانت على الدوام هي الأقوى في مواجهة المؤامرات التي تستهدف النيل من ثوابت القضية، وفي مواجهة المتخاذلين وقادة الأنظمة الذين خانوا العهود على مر السنوات.