15 سبتمبر 2025
تسجيل(نعم) هي جميلة تلك المبادرة التي نتقدم بها؛ لشكر الآخر؛ تعبيراً عن عظيم الامتنان والتقدير، ولكن ما يفوق تلك المبادرة جمالاً هو انتشارها كثقافة يعتمدها المجتمع، لتجوبه وتعود إلينا من جديد، كي تكشف لنا عن رغبة الآخر بمشاركتنا معنى الشكر، وقيمتها تلك المبادرة، التي إن تم غرسها بشكل جيد لحصدنا بفضلها الكثير، مما يمكن أن نتوقعه وما لا يمكن أن نتوقعه، والحق إن روعة المستقبل تكمن هنا، خاصة أن الغموض الذي يكتنف القادم من الأيام يجعلنا نعيش في ترقب تام، لن يشهد منا إلا ضرب التوقعات التي قد نصل بها إلى الممكن وقد لا نصل، وهو ما يحثنا على فعل ما يتوجب علينا فعله، حتى ومتى انتهينا منه جلسنا في ترقب تام؛ كي ندرك ما يمكن أن نحصده، لنحصد ما لم نكن لندركه من الأصل، والفضل كله لدخولنا إلى دائرة (الشكر)، الذي يكون منا ثم يعود إلينا مهما دار الزمان، حقيقة لقد بدأت كلماتي في هذا الصباح عن (الشكر)؛ لأنه الموضوع الذي شغل صفحتي الأسبوعية (الزاوية الثالثة) يوم السبت الماضي، فتغنت به (أي الشكر) من القلب والقالب؛ مستندة في تلك العملية إلى قيمته العظيمة في حياتنا، التي لن ندرك حلاوتها الحقيقية ما لم نعززها بأفضل المعاني الجميلة كالشكر، الذي يترجم سمو أخلاقنا، وسنتعرف إليه من خلال الأكثر نبلاً، وتحديداً الذين نجدهم معنا في هذه الحياة، التي نتقاسمها معهم بكل ما فيها من لحظات وإن مضت إلا أنها ستترك أثرها الجلي حين نجد من يساعدنا على رؤيتها كذلك، بعد أن كتبت مقال صفحة (الزاوية الثالثة) وكان تحت عنوان (الشكر والتقدير وترجمة الأخلاق)، ووجهت من خلاله صادق شكري وجميل تقديري إلى أعظم إنسانة في حياتي ألا وهي (أمي الحبيبة)، التي لا تستحق مني سواه الشكر الحقيقي بعد كل هذا العطاء، شعرت بأن سحر تلك الكلمات قد امتد إلى قراء الصفحة، ممن تفشت بينهم رغبة التعبير عن شكرهم لمن تفضلوا عليهم بالكثير؛ لتحسين حياتهم وتعديل أوضاعهم (طبعاً) للأفضل، وما كان بعد أن تفشت (تلك الرغبة) وانتشرت بيننا، هو حصولي على الكثير من رسائل الشكر، التي عادت إلي وبشكل رائع يفيض بالإنسانية، منها ما قد توقعته، ومنها ما لم أتمكن من توقعه بتاتاً، لأنه حمل بين طياته تفاصيل تطور أصحابها على الصعيد الاجتماعي والمهني، وذلك بفضلها الكلمات الداعمة، والنصائح التوجيهية المنبثقة من رحم صفحتي الأسبوعية، التي تأكدت والحمد لله من أنها تسير على المسار السليم الذي رغبته لها منذ البداية، فهو الهدف الذي سعيت من أجله، وأدركته حين بلغتني رسائل الشكر تلك، وحفزتني على فعل المزيد من أجل المزيد من التغييرات (الإيجابية) الواجب إدخالها على حياة كل من حولنا، ممن يبحثون عنها، ويدركون حاجتهم إليها، إلا أن ثقتهم من إمكانية حدوث ذلك تبدو متوترة وتحتاج لكل ما يمكنه بث الأمان فيها؛ كي تسمح لهم بأن يتموا المهمة، فكان لهم ذلك من خلال كلماتي الداعمة (والحمدلله)، أي تلك التي أحرص على أن تبث الأمل في النفوس؛ كي تُخرج أروع ما يخالج أعماقها إلى سطح الحياة حيث يجدر بها بأن تكون، اليوم وفي هذه اللحظات أشعر بأنامل ذاك الأمل وهي تمسح على قلبي؛ لأني حققت ما أريده إلى حد ما، لذا يجدر بي التوجه بصادق الشكر لكل من ساهم بذلك، وإن كان جميله رداً لجميلي الذي سبق وأن كان مني، وعليه فهي هذه كلمة (الشكر) تخرج من الأعماق إلى كل من ساعدني بثقته بي وبما أقدمه وأبثه لكم، وإلى كل من يحرص على أن يجعل الحياة أجمل، وإن لم تكن كذلك بالنسبة له، ولكن حرصه على توفير بيئة مُحفزة على الإنتاج يدفعه؛ لأن يفعل ذلك، وإلى أمي أعظم إنسانة أدركها قلبي، وحفزته على أن يُخرج أروع ما كان ولازال يخالج أعماقه إلى سطح الحياة حيث يجدر به بأن يكون.وأخيراً: الحب لا يحتاج إلى مبررات كي يكون، والشكر لا يحتاج إلى أسباب كي يكون، لذا فلن أنمق كلماتي، كي أشكركِ يا أمي، ولن أنسقها كي أعبر عن مكنونات قلبي، فيكفيني أن أقولها لكِ في كل يوم ومع كل خطوة أقوم بها (كم أحبكِ يا أمي)، يا من أرجو الله أن يحفظها لي، ويحفظ كل الأمهات لأبنائهن من كل سوء (اللهم آمين).