09 أكتوبر 2025

تسجيل

مبادرة قطرية كريمة

25 نوفمبر 2013

انطلاقا من مسؤولية قطر القومية؛ وما تمليه عليها قيمنا العربية الاصيلة ومبادئ اسلامنا الحنيف؛ جاءت المبادرة الكريمة من الدوحة بالامس بتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بتقديم مبلغ 350 مليون دولار الى صندوق تعويضات لليمنيين الجنوبيين من مدنيين وعسكريين الذين طردوا من وظائفهم بعد اعلان توحيد اليمن عام 1990. وهى خطوة تشكل دعما قطريا للمبادرة الحكيمة التى اطلقها الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي لمعالجة القضايا الناجمة عن الصرف التعسفي للموظفين اليمنيين، ومصادرة الأراضي بالجنوب؛ بما يعزز مسيرة السلام والاستقرار فى اليمن الشقيق. كما تأتي حسبما اعلن سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية فى حفل توقيع الاتفاق بالامس فى صنعاء من منطلق موقف قطر الثابت للوقوف بجانب الشعب اليمني الشقيق؛ انطلاقا من الروابط الأخوية بين الشعبين القطري واليمني، وتاكيدا لموقف دولة قطر الداعم لتطلعات الشعب اليمني منذ اندلاع الثورة حتى الآن. من المؤكد ان هذه الخطوة الانسانية التى تشكل امتدادا جديدا لايادى الخير القطرية؛ تترجم التزامات الدوحة تجاه الاشقاء داخل الاسرة العربية؛ سوف تعزز جهود ومساعى استكمال مسيرة السلام والاستقرار تلك التى انطلقت بمبادرة خليجية فى اليمن. كلنا ثقة فى ان تلك المنحة القطرية سوف تسهم بقدر كبير فى ازاحة بعض من الظلم الذى وقع على بعض الاشقاء فى جنوب اليمن؛ ولذلك فاننا على يقين بأن هذه المبادرة سيتفاعل معها الشعب اليمني بشكل إيجابي بما ينعكس ايجابا على مسيرة التنمية والاستقرار فى يمننا الحبيب؛ باعتبار ان صندوق تعويض الجنوبيين احد ثلاثة صناديق اقرها مؤتمر الحوار الوطني اليمنى الشامل الذي يرمي الى اخراج البلاد من الازمة السياسية. وحسبما اعلن المبعوث الخاص للامم المتحدة جمال بن عمر خلال حفل توقيع الاتفاق فان (الجنوب في ظل النظام السابق تعرض للتهميش والتمييز بحق ابنائه ولنهب ثرواته من دون رادع؛ وتلقى الجنوبيون كثيرا من الوعود الفارغة للتعويض. ولكن للمرة الأولى، نرى تحركاً جدياً لتعويضهم، ونرى ضوءا في نهاية النفق). وتبقى ايادى قطر البيضاء ومسيرة خيرها المعطاءة؛ بفضل حكمة القيادة القطرية المهمومة بآلام وتطلعات امتيها العربية والاسلامية؛ بمثابة البلسم والترياق.